التداوي بالأعشاب والخضار وفوائدها الطبيعية
(0)    
المرتبة: 182,402
تاريخ النشر: 01/01/1998
الناشر: المكتبة الحديثة للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:من منا إذا ما أصابه ألم امتدت يده إلى نبات يعالج به ما ألم به دون أن يخشى عاقبة عمله هذا، أو من منا إذا ما جنى ثمرة يجهلها وذاق طعمها ولم يستسغه عاد إليها مرة ثانية ولم يزع بين الناس أنها لا تصلح للأكل.
كيف نفسر إذاً حال الزيتون؟ ...فإن أول من أكل زيتونة وذاق مرارتها طرحها بعيداً عنه. وأقسم أن لا يعود إلى هذه الشجرة المباركة. فكيف عرف الأولون بعد أن ذاقوها أنه بالإمكان أن يجعلوا منها ثمرة لذيذة مأكولة. وإن فيها زيتاً للغذاء والعلاج واللاستصباح.
ومن لمس القريص وأحس لذعه وألمه ما دعاه إلى العودة إليه بعد أن ذاق شره ليستخدمه في العلاج الطبي.
وهذا شأن الحنظل والصبر والترمس وغيرها من النباتات التي عرف الأقدمون منافعها وإن لم يستسيغوا طعمها. ذاقوا شرها أولاً ثم حلاوة العلاج وفائدته، ما حملهم على ذلك، أليست الغريزة معلمة الإنسان ومرشدته. أجل إنها الغريزة إذ لولاها لأنقرض الجنس البشري بأكله السم النباتي وبالتالي موته دون أن يعرف علاجاً لمرض يؤدي بحياته.
ولم يقتصر معرفة الإنسان البدائي على ميزة المفردات فحسب بل عرف أيضاً خواصاً متعددة للنبات الواحد. كما عرف أيضاً طريقة صنعه وجرعته وأوان أخذه. فاستعمل المغلي والمنقوع والعصير والرطب والجاف والأخضر واليابس كل هذا بمقتضى ما يجد فيه فائدة النبات. وقد يعمد أحياناً إلى شق لحساء الشجرة ليسيل منها الصمغ أو الراتنج. أو يقتلع النبات ليستعمل الجذور دون الجراميز أو الأوراق بحسب ما تقوده إليه غريزته.
وعرف أيضاً كيف يجني الأعشاب وبما يحتفظ منها ليذخره عنده لدى الحاجة إليه، ندعي اليوم أننا متفوقون في معارفنا متقدمون في علومنا ولكن هيهات لنا أن ندرك ما وصل إليه أسلافنا. فإن الآثار التي اكتشفت لتشهد لهم بالخبرة والمعرفة وكأنهم أدركوا أن التاريخ سيسجل أسماءهم فتركوا لنا بعض ما عرفوه.
هذه آثار الفراعنة المذهلة، هذه أهرامهم تشهد لهم في تقدمهم بالعلوم الهندسية والجبرية والفلكية. أو لم يكتشف العلماء أن في بناء الأهرام حفظاً للعلوم التي اتقنها الفراعنة. ألم يجدوا في زواياها هندسة أو قياساً للأبعاد الفلكية وسرعة النور، وبعد الشمس عن القمر أو هذا عن الأرض. ومن شاء الإطلاع على أسرارهم فليراجع الكتاب القيم (أسرار الفراعنة).
وهذا فن التحنيط الذي أذهل العلماء. علماء قرن العشرين والقرون التي تليه فإن الكيمياء تقف حائرة لا تدرك لهذا الفن سراً. وفي القراطيس التي وجدت وصفات طبية وأسماء أمراض لم يتوصل العلم الحديث إلى معرفة كنهها بعد وليس بوسعه أن يعالج بعضاً منها كما فعل جبابرة هذا الفن منذ آلاف السنين، والطب الفرعوني القديم زاخراً بالوصفات الطبية التي لا يزال بعضها مستعملاً حتى أيامنا هذه.
اليوم، وبعد أن عرف الطب منافع بعض النبات عمد إلى صنع خلاصاته فعالج بها المرض ثم رأى أن النبات قد لا يفي بذلك فانكب إلى عزل المواد الفعالة فيه فاستخرجها ثم دأب في معرفة تركيبها إلى أن استطاع أن يركبها تركيباً كيمائياً هذه الميزة دون الرجوع إلى النبات SYNTHESE.
ولا يزال الطب الشعبي في أنحاء العالم بأسره له أنصاره وأتباعه فيعند أبناؤه إلى النبات يداوون بهم عللهم ويعالجون مرضاهم مدركين أن ما هو طبيعي خير مما هو صناعي. فإلى هؤلاء يتوجه هذا الكتاب الذي يجدون فيه علاجاً يخفف عنهم الآلام ودواء يشفي عللهم.
وفي الجزء الثاني من هذا الكتاب فوائد الخضار والفاكهة. وفي الثالث منه وصفات طبية شعبية. والرابع منافع المواد الكيماوية وفقنا الله إلى ما فيه خير الإنسانية. إقرأ المزيد