تاريخ النشر: 01/01/2007
الناشر: شركة دار الخيال
نبذة نيل وفرات:"حين اتجه إلى الباب ماراً بمقعد الأمس فوجئ بالمخطوط في مكانه السابق. صدم. لقد فتشت عنه كل زاوية في الغرفة، كيف اختفى، وكيف أعيد، ولماذا... انتصب. قال هذه مسألة لا يمكن السكوت عنها، لم لا تسأل الموسيو غسان عنها ببساطة... لا بد أن لديه أجوبة ما.. نظر إلى المخطوطة ...ثانية وقرأ العنوان (المدينة الميتة) شدّه المخطوط ثانية، رفعه ليقلبه، وعلى الصفحة الثانية قرأ كما توقع العنوان الثاني لو لم يكن اسمها فاطمة. قلب الصحات يبحث عن الصفحة الثانية، وقرأ العنوان الصغير (لو لم يكن اسمها فاطمة)... إنه يذكر... كان العنوان: لو لم يكن اسمي فاطمة، فكيف تغير. انتقل إلى الصفحة التالية وقرأ لو لم يكن اسمها فاطمة. وهز رأسه: لقد تغيرت الصيغة. قلب المخطوط... إنه المخطوط نفسه، الورق، والغلاف، والعنوان (المدينة الميتة) المكتوب بخط الرقع، ولكن العنوان الداخلي فقط تغير بتغير الضمير: لو لم يكن اسمها فاطمة. بس لو كان اسمها أي اسم غير هالاسم قديش كانت مشاكلي أقل، وتعبي أقل، وحياتي أريح... آه... لو ما كان اسمها، فاطمة، وما كان لها هالعيون القاسية، الجارحة، الباردة، المكرسحة، يا لله، من سنين، من يوم ما شفت جان دارك بسينما راديو، من يوم ما تطلعت علي بها العبون القاسية الباردة مثل الرخام والجارحة مثل القزاز، لأول مرة بحياتي بحس ركبي دابوا، وقلبي صار ميّ، حسيت حالي لازم انزل قدامها على ركبي... آه لو ما كان اسمها فاطمة... رفع سليمان رأسه المصاب بالدوار مما قرأ، فلقد انتبه إلى أن الأسلوب قد اختلف فجأة، وأن اللغة قد اختلفت. كان قد أحب ذلك الأسلوب المباشر الذي كتب به ركني كيف تعرف على فاطمة. وبهدوء ضحك؛ ها هو يسميها الآن ركني وفاطمة، هل استطاع أخيراً الحياد... هل استطاع التجرد.. هل وصل إلى التعامل معهما شخصيتين دراميتين ولا شيء آخر. شرد قليلاً يفكر: إذاً، فهذا هو ركني البندقدار ومعارف وزير المالية، كبير هيئة الرقابة والتفتيش. الجلال والرعب والنظرة الباردة الجارحة والعصا تدب كدقات ناقوس بعيد وفاطمة.. أهذه هي فاطمة؟ ولكن عن أي فاطمة يتحدث ركني بيك؟ فاطمة الحوّل يا غنام حوّل، أم فاطمة السنغال ومعاوية وأوغستان ويلدبرغ. قلب الصفحات التالية... لقد تغير الخط من الفارسي إلى النسخ... تغير الخط، وتغيرت اللغة، حدّق ثانية في الستارة السميكة.. من هو هذا الكاتب الذي مارس رقابته على ركني، فترجم أسلوبه وغير خطه، بل استبدل مذكرات فاطمة بمذكرات ركني.. من؟ أهو المسيو غسان؟".
يشدك الروائي بأسلوبه العفوي لتتابع حكايته بشغف، تمضي في عمق شخصياته، مركزاً على الشخصية المحورية سلمان ثم غسان اللذان يعملان في ميدان السينما والأفراح لتخرج مع نهاية القصة وأنت تحمل في خيالك ظلال شخصيات ركني وفاطمة والشخصيات ذات المكانة المرموقة التي كان لجمعها التأثير على الرواية وتفاصيلها وفي الأصل على سلمان ذا الحس الإنساني. إقرأ المزيد