أطفال من زجاج ومقالات أخرى
(0)    
المرتبة: 88,685
تاريخ النشر: 01/01/2004
الناشر: مركز الإنماء الحضاري
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:سيكتشف القارئ في هذه المقالات أوجه التقاطع مع ثقافتنا العربية، فيكتشف إنسانيتنا المشتركة. وسيلاحظ أوجه الاختلاف فيتسع أفق نظره إلى الأشياء. وفي سبيل إثراء التعددية الثقافية واكتشاف الثقافات المختلفة، لسنا بحاجة إلى أن نبدأ المعرفة بأشد الكتب تعقيداً وأكثرها تجريداً وأبعادها عن الواقع الحي، بل العكس. وهذا الكتاب الحالي ...هو خطوة أولية على طريق هذه الرحلة الاستكشافية.
يندرج بعض مقالات هذا الكتاب في باب مقالة النقد الاجتماعي، ومنها مقالة "أطفال من زجاج" التي عنون بها الكاتب هذه المجموعة. وفي هذه المقالة يناقش التربية وهل تتحقق في الاتجاه الإسبارطي في تنشئة الأطفال أم في منهج عدم التدخل، ويرى أنه من سوء الحظ أن بعض الناس حسبوا هذا النقاش نقاشاً في الغايات لا في السبل، فالغاية يجب أن تكون في كل الأحوال هي "التربية من أجل الاعتماد على الذات". وتدخل في هذا الباب كذلك مقالات أخرى مثل "التغلب على الشدة" و"النقط التي يتلاقى فيها البيت والمجتمع" و"محبة الأم" و"ربة البيت في المجتمع" وسواها. وتندرج في باب المقالة التأملية مقالات من قبيل "الكون والحياة الإنسانية" و"الخير والشر" و"تراث الأزمنة القديمة" و"حلقات النمو". وفي المقالة الأخيرة يرى أنه كما توجد للشجرة "حلقات سنوية" annual rings وهي طبقات من الخشب تتكون في الشجرة سنة بعد سنة وبها يمكن تقدير عمر النبات، فإن للإنسان حلقات نموه كذلك.
وفي مقالته "في بقاء الإنسان شباباً وبسيطاً ي القلب"، يسأل: "هل يجب أن يضحى بمصالح الناس العاديين، الذين يؤلفون 80 أو 90 بالمائة من السكان، لفائدة طبقة ذات امتياز لا تشكل غير 10 أو 20 بالمائة من السكان.
وإذا كانت مقالة "خريف في براغ" تدخل في باب مقالات وصف الرحلات، وتتجاوز ما يراه البصر إلى ما تستوعبه البصيرة وتشعر به النفس الحساسة الملهمة، فإن مقالات أخرى في المجموعة تدخل في باب مقالة الصورة الشخصية. ومن هذه المقالات "بهجة الموسيقى" و"كتاب" و"صورة" و"مرآة". وفي الأخيرة يتحدث الكاتب عن قطعة مرآة مكسورة بحجم راحة اليد تقريباً. يحتفظ بها دائماً. فعندما تزوجت أمه أحضرت معها حاملة مرآة مزودة بمرآة بالغة الجمال بوصفها جزءاً من جهاز العروس.
وإذا كان بعض المقالات في هذه المجموعة يندرج في باب "مقالة السيرة الذاتية"، مثل "لا تدع الحياة تنال أفضل ما لديك" و"كيف أمضيت شبابي" و"الشجاعة والاقتناع والأمل" فإننا نلمح في الكثير من مقالات المجموعة، شأن ما نجد عند رائد فن المقالة ميشيل ده مونتين، جوانب من تجاربه الشخصية، وذكريات طفولته وشبابه، والأحداث المهمة التي عاشها، بالإضافة إلى ما نراه من الإشارات المختلفة إلى بعض الأعمال الأدبية والعلمية والفلسفية اليابانية والعالمية.
إن من شأن هذه المجموعة أن تبعدنا عن النظرة التهويلية التي نرى بها اليابان عادة، فنراها بعيني الأستاذ أكيداً واقعاً حياً له جوانب نجاحه وإخفاقه، له روحه الإبداعية ومشكلاته التي تتطلب الحل. ولا يقدم الكاتب وصفات لكل الأمراض، ولكنه يشجع القارئ على الفهم الأعمق للقوة الحياتية المتأصلة في الكون ويلح عليه أن يهتم بأمور من قبيل التربية السليمة والحكومة الجيدة وفرادة الفرد والعلاقات الإنسانية الخالية من الخداع والرياء. والموضوع الذي يتطرق إليه أكثر من مرة إنما هو التفاوت الهائل بين تقدم البشر التكنولوجي وتخلفهم الأخلاقي. وليس التواضع الذي يلاحظه القارئ منذ السطور الأولى هو ببساطة من قبيل اللباقة الاجتماعية بل هو وثيق الصلة بفلسفته وموقفه من الحياة. وقد أكد المفكر الإيطالي ومؤسس "نادي روما" الفقيد أوريليو بيتشي أهمية فكره، وقال: "اكتشفت أن الأستاذ أكيداً قد افتتح آفاقاً جديدة لكلية الأشياء أغنت رؤيتي". إقرأ المزيد