تاريخ النشر: 01/09/2006
الناشر: شركة المطبوعات للتوزيع والنشر
نبذة الناشر:يشكل الكتاب الحالي أول عمل يدخل ضمن إطار هذا النمط من الكتب الموجهة والهادفة لتأمين ثقافة علاجية نفسية في اللغة العربية، وذلك على غرار ما نجده في اللغات الأخرى: الإنكليزية والفرنسية بشكل خاص، على أن يتبع بكتب أخرى تخصص لاضطرابات أخرى. هناك، في الواقع، حاجة ماسة لأن يتواجد بين يدي ...القارئ العربي كتب أساسية يخصص كل منها، ليس لنوع أو لأسلوب واحد من أساليب العلاج النفسي وأسسه فحسب، بل، خصوصاً، لمعالجة مشكلة واحدة.
سيشتمل هذا الكتاب المخصص لـ"الاكتئاب"، على المعطيات الأساسية: النظرية والتطبيقية-العملية التي تساعد القارئ على تكوين فكرة متكاملة عن مرض الاكتئاب، مختلف أشكاله، اللوحة العيادية المميزة له، وبشكل خاص، كيفية مواجهته، الأمر الذي يمكن، ليس من يعاني من المشكلة فحسب، بل أيضاً كل من يقرأه، من تجنب الوقوع فريسة المشاعر السلبية والظروف الصعبة التي لا بد أن يتعرض لها في الحياة، وذلك عن طريق تعرفه إلى كيفية مواجهتها بالشكل الإيجابي، ناهيك عن الثقافة النفسية التي يطلع عليها القارئ بالنسبة إلى فنيات وتقنيات علاجية نفسية ثبتت فعاليتها علمياً على المستوى العالمي، وهي قابلة للتطبيق نظراً إلى تميزها بالواقعية والبساطة في الكثير من الأحيان.
بتعبير آخر، يساعد هذا الكتاب على مواجهة الاكتئاب بفضل ما سيعرض، ضمن إطاره، من وسائل عملية وفعالة تقدم غالباً تحت شكل أمثلة تطبيقية: فتقنيات التغيير ستقدم بالتدريج، أي الواحدة تلو الأخرى، وذلك تبعاً لتدرج منطقي تم اختباره والتأكد علمياً من صدقه، على المستوى العالمي، على يد مهنيين (معالجين نفسيين) ينتمون إلى مختلف المجتمعات والثقافات المعاصرة. نقصد، بالدرجة الأولى، طريقة "إعادة البناء المعرفي" وهي المدخل الأساسي للعلاج المعرفي الخاص بـ"بيك"، التي شكلت موضوع العديد من الدراسات العلمية، بالإضافة إلى التطبيقات العلاجية التي أجريت على المستوى العالمي والتي كشفت عن فعالية ملحوظة للتقنيات العلاجية المتضمنة في هذه الطريقة: إن بالنسبة إلى الاكتئاب وإن بالنسبة إلى الوقاية من الانتكاس.
والمراد من هذا الكتاب، أيضاً، أن يشكل أداة هامة تخدم كمساعد رئيسي في العلاج يوضع بين يدي القارئ العربي (صاحب المشكلة بوجه خاص) وتعتبر قراءة هذا الكتاب بناءً على نصيحة المعالج، واعتماده أحياناً كركن أساسي من أركان الجلسة العلاجية، والعودة إليه ساعة يشاء (بخاصة بعد انتهاء العلاج) إحدى الدعائم الأساسية للعلاج. لقد اختبرنا بأنفسنا مدى أهمية مثل هذه الكتب الموجهة للمعالجين عندما مارسنا مهنة العلاج النفسي في فرنسا ضمن إطار فريق العمل الخاص بالدكتور كوترو المسؤول عن وحدة القلق في أحد المستشفيات العصبية-النفسية بمدينة ليون عام 2001. فقد ساهم توافر كتاب يعني بمشكلة الاضطراب (موضوع العلاج)، ليس باختصار الوقت والجهد فحسب بل خصوصاً في مساعدة المعالج على الاحتفاظ بمكتسبات العلاج. ويمكن اعتبار الكتاب الحالي بمثابة مرشد يمكن الفرد من مساعدة نفسه بنفسه. إقرأ المزيد