الإنجازات العلمية للعرب والمسلمين في القرون المتأخرة
(0)    
المرتبة: 30,248
تاريخ النشر: 01/09/2006
الناشر: الدار العربية للموسوعات
نبذة نيل وفرات:برغم أن الأعمال الجادة لمؤرخي العلوم في السنوات الأربعين الأخيرة أظهرت معلومات جديدة عن تاريخ العلوم الطبيعية والتقانية عند العرب والمسلمين، وبينت أن ما سمي بعصور الركود والظلام شهدت أعظم الفتوحات العلمية، إلا أن كثيراً من البحوث العربية التي تقدم في المجامع والمؤتمرات تكرر المقولة القديمة نفسها التي تزعم ...أن تلك العلوم لم تشهد أي إبداع في القرون المتأخرة التي يحددها البعض بما بعد القرن السادس الهجري (12م)، والبعض يقول بأنها ما بعد القرن الثامن (14م) على أبعد تقدير. وما توضحه البحوث المنشورة في هذا الكتاب هو أن تلك القرون المتأخرة شهدت إبداعاً في عدة مجالات. وهذه الأعمال المنشورة هنا سبق نشرها في مناسبات علمية مختلفة أوضحناها في أماكنها.
يستعرض البحث الأول نظرة إجمالية إلى حالة التقانة العربية الإسلامية في الفترة من 1498م (السنة التي قام فيها فاسكودا كاما برحلته الشهيرة ليفتتح عصر الاستعمار الأوربي الأول) إلى سنة 1798م (سنة غزو نابليون لمصر). فيبين كيف أن بلاد الإسلام شهدت إبداع أبنائها في أكثر من مجال. إلا أن أماكن هذا الإبداع كانت متفرقة، فتركز في الأماكن التي وجد فيها دعم مادي وإداري للبحث العلمي. وقد تم اختيار السنتين المذكورتين، لأن الندوة التي قدم فيها البحث كانت تحدد تلك الفترة.
ويستعرض البحث الثاني مدرستين متطورتين للملاحة وعلوم البحار عند العرب، أولاهما مدرسة بحارة البحر الأبيض المتوسط الذين أبدعوا في رسم خرائط دقيقة كانت تسمى "القمباص". والأخرى مدرسة ملاحي الجزيرة العربية والمحيط الهندي. وهي مدرسة متطورة تعتمد على إتقان معرفة مواقع الأجرام السماوية واستخدام آلات ووحدات قياس خاصة. وقد تبين للباحثين أن هذه النظرية التي تحتويها مؤلفات أحمد بن ماجد وسليمان المهري كانت سائدة في كل أرجاء المحيط الهندي، بأساليبها وآلاتها المعهودة في العربية ومصطلحاتها العربية والمعربة، بغض النظر عن اختلاف لغات البحارة الذين استخدموها.
وفي البحث الثالث نجد استعراضاً موضحاً بالصور والأشكال للإنجازات العربية والإسلامية في مجالين: الأول هو النماذج الرياضية لحركات الأجرام السماوية، مما ابتكره علماء الإسلام لتكون بدائل لنموذج بطلميوس. وهي النماذج التي استنسخها كوبرنيكس في نظريته الفلكية، ونسبت إليه حتى قبل أربعة عقود من الزمن، حين بدأت تظهر حقائق جديدة غيرت تاريخ الفلك، وهي الحقائق التي يستعرضها هذا البحث. والمجال الآخر في البحث نفسه هو موضوع الآلات الفلكية، فقد استمر اختراع تلك الآلات وتطويرها، إلى درجة أن بعض الآلات التي اكتشفت حديثاً تعتبر إعجازاً علمياً لم يكن يخطر على بال مؤرخي العلوم وجوده في التاريخ.
وفي البحث الرابع تم استعراض المؤلفات الهندسية العربية والإسلامية في مجال زخرفة المباني بالزخارف السطحية والمجسمة. كتبت هذه المؤلفات وزودت بالرسومات أو سجلات مصورة (كتلوجات) على هيئة طوامير (لفافات).
وفي البحث الخامس نقرأ عن الإنجازات العلمية للمورسكيين، وذلك عبر أمثلة عن مشاهير هؤلاء في العلوم الطبيعية والتقانية، واستعراض المحتويات العلمية لكتاب ألفه واحد منهم، وهو أحمد بن قاسم الحجري، مع سيرة هذا العالم ومؤلفاته.
وفي البحث السادس استعرض شامل لتاريخ المؤلفات العربية والمعربة في الآلات الميكانيكية. ويصل استعراض إلى القرون المتأخرة، فنجد الإبداع مستمراً في أعمال الجزري وابن أبي الفتح وتقي الدين بن معروف وفتح الله الشيرازي وغيرهم. أما في البحث السابع فنجده مجالاً يعتبر جديداً عند مؤرخي العلوم، وهو فقه العمارة وتخطيط المدن. فيبدأ بالاستعراض أقدم المؤلفات في هذا المجال، وعندما يصل إلى القرون المتأخرة يجد الإبداع فيه أكثر وأعمق، فكتاباً ابن الرامي وكامي أفندي يحتويان على مباحث تقانية أو فنية لم يبحثها من سبقهما. إقرأ المزيد