في ربوع الأردن ؛ جولات ومشاهدات
(0)    
المرتبة: 66,415
تاريخ النشر: 01/01/1987
الناشر: دار الفكر للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة المؤلف:تداعبُ خيالي، منذ أمَد بعيد، قضيَّة هامَّة تخصّ الأردن أرضاً وإنساناً وتاريخاً، ! وذلك بتدون واقعنا الذي نعيشه ضمن هذه الدوائر الثلاث، على شكل قصّة يستسيغ القارئ مطالعتها، والباحث متابعتها، وهي لا تترك شاردة ولا واردة إلا وتدوّنها حفظاً للواقع الذي نراه وللأجيال القادمة التي ستتلونا.
خطر في ذهني أن أقسِّم ...الجولات إلى مناطق الشمال، والوسط، والجنوب، فوجدت أن ذلك عمل يسيء إلى وطني وشعبي لأنه يكرِّس مبدأ التجزئة الطبيعية والبشرية، وهو المبدأ الذي لا يجد عندي مكاناً ولا إحتراماً.
وجدت في النهاية أن أؤدّي المهمّة بالطريقة التي تتَّفق وتتَّسق مع ما في ذهني، وهي أن الأردن أرض واحدة، وشعبه شعب واحد، وبالتالي فإن الأفضل أن أكون يوماً في الوسط وآخر في الشمال وثالث في الجنوب ورابع في الشمال وخامس بالجنوب وسادس بالوسط، وهكذا.
وعندما استقرّيت على هذا الرأي شرعت في التفكير بنقطة البدء، ونقطة الإنتهاء ورأيت أن أتتبّع التاريخ القديم كبدء لجولاتي، وأن أنتهي بالمعاناة التي تختلج الأردني المعاصر، إحتراماً مني لأعمال السابقين، وأملاً في حلّ القضايا المعلّقة، الخاصّة بالأرض والكرامة، بالنسبة للناس المعاصرين.
من هنا، اخترت البدء بذيبان التي هي الآن عاصمة الحمايدة، والتي كانت عاصمة الملك مشيع محرِّر الأردن من الإسرائيليين حيث طردهم وأبادهم، وهذا أمل يداعب كل أردني بشكل خاص ومسلم وعربي بشكل عام، فالأرض التي كانت نقطة الفيصل في تاريخنا، وكان عليها شعب أحبّها ودافع عنها، لتستحق ويستحقون أن نبدأ من عندهم أملاً في النصر، وسعياً لتحقيق القوة، خاصّة وأن الأرض لا زالت الأرض، وعليها شعب مجبول على الشجاعة والرجولة وهم الحمايدة.
أما نقطة النهاية فكانت عند العجارمة، هؤلاء القوم الذين يعتبرون من أقدم العشائر الأردنية فوق هذا الثرى الطاهر، جذورهم تعود إلى آلاف السنين، وعُرفوا عبر تاريخهم ولا زالوا بالشهامة والرجولة والشجاعة والإنتماء والصدق، والصلافة في القول، ومع هذا راحت أراضيهم نهباً وإغتصاباً من حفنة من المرابين، فلم يعد لهم من أرضهم إلا جزء منها، وبات كل عجرمي يتحدث عن قضية هامّة - أنه - في أرض كانت لأجداده، ينظر إليها وهو يتحسَّر وقلبه يتكسَّر، عينه بصيرة ويده قصيرة، وأجياله تتوالى وأرضه مغتصبة!؟...
فجاء الكتاب مبتدأ بأرض التحرير، ومنتهياً بأرض الترقّب المرير. إقرأ المزيد