تاريخ النشر: 01/07/2006
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
نبذة نيل وفرات:أرسلت المرأة المعذبة رسالة عبر البريد الإلكتروني وقالت: انظر... إذا كان يهمك الأمر، إليك بعض الأوراق التي سطرتها آنذاك، من المحتمل أن تجد ما ستجيب لفضولك وتساؤلاتك حول معاناتي وصراعي مع الداء. في المشفى الجراحي الكائن بالدائرة السابعة من المدينة العريقة، وسط حي الوزارات، فتحت عيني أقاوم بوهن آثار ...التخدير، وكانت شمس بعد الظهر في ذلك اليوم الربيعي تملأ الغرفة الصغيرة وهجاً ودفئاً. تحسست الضماد فوق الثدي الأيمن فشعرت بوخز ألم حاد تحت الإبط في الجهة ذاتها.. وانفجرت بالبكاء.. لا، غير ممكن! لا أصدقك أن العملية الجراحية البسيطة التي كان هدفها مجرد اقتطاع خزعة من الثدي، تحولت إلى عملية استئصال ورم خبيث، وألحقت بتجريف للعقد اللمفاوية تحت الإبط. سكرتيرة الجراح الشهير قالت لي قبيل دخول المستشفى: يُفترض أن يكون أجر الجراح خمسة آلاف فرنك، لكن إذا تبين أثناء العملية وجود ورم سرطاني، فإنه سيضطر للكشف على العقد اللمفاوية، وربما استئصال بعضها إذا كانت الإصابة قد امتدت إليها، حينئذ سيرتفع الأجر إلى سبعة آلاف. ما الذي يثبت لي أن العقد اللمفاوية كانت مصابة، وأصلاً لا شيء يثبت لي أنهم وجدوا الورم الخبيث فعلاً. بإمكانهم حتى.. تزوير نتائج التحاليل! يا لسذاجتي لجأت إلى نظرية المؤامرة التي درجنا عليها كلما وجدنا صعوبة في القبول بالأمر الواقع. لم أكن مهيأة نفسياً على الإطلاق لتقبل هذا الواقع. جرت دموعي غزيرة دون صعوبة، الكل يعرف عني صفة البكاء السريع والضحكة الفورية، وكأن المراكز العصبية التي تتحكم بالوظيفتين متلاصقة.
ذكريات تتوالى وأحداث تتقاطع، ورواية تعكس في عمقها مدى تلازم الحزن والفرح في حياة الإنسان. شخصيتان يرسمهما الروائي بدقة ويحملهما الهم نفسه، ليسترسل في الكشف عن ردات الفعل المتفاوتة لدى كلٍّ منهم إزاء مصيبتهما المشتركة. تتداخل الأحداث كتداخلها الحقيقي في حياة الإنسان مضيفة على الرواية كثير من المصداقية في شخوصها وحوادثها واستدراجاتها. إقرأ المزيد