الحدود اللبنانية - السورية ؛ محاولات التحديد والترسيم 1920 - 2000
(0)    
المرتبة: 154,096
تاريخ النشر: 01/03/2006
الناشر: الفرات للنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:يقول ريمون آرون أن استقرار حدود ما لا يرتبط بالجوانب الاستراتيجية والطبيعية إلا بنسبة محدودة. بينما هذا الاستقرار يرتبط أكثر بالعلاقات القائمة بين المجموعات البشرية التي يفصلها خط الحدود. إن انتماء هذه المجموعات إلى شرعية العصر هو الحافز لعدم خلق أسباب الصراع. وقضية الحدود اللبنانية مرتبط باستمرار وجودها. ووجود ...هذه الدولة مرتبط بتعميق العقد الذي يجمع كل اللبنانيين في مرحلة تصاغ فيها خرائط جديدة للمنطقة. ففي هذه المرحلة يواجه المشرق العربي تحديات مصيرية تشبه إلى حدّ كبير المرحلة المفصلية التي مرّ بها قبيل انهيار السلطنة العثمانية عام 1918. فالصراع العربي-الإسرائيلي، رغم محاولات التسوية المتعددة، لم تخف حدّته، ولا يزال محتدماً. والصراع الدولي على المنطقة يبرز من جديد انطلاقاً مما يجري على أرض الرافدين. وظروف الانسحاب السوري من لبنان لا تزال تتفاعل وتنعكس توتراً مستمراً في العلاقات بين الدولتين.
في هذا المجال طرحت قضية مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وقرية النخيلة، ومسألة ترسيم الحدود السورية-اللبنانية. وإذا كانت "سوريا هي مفتاح آسيا" كما قال نابليون، فالصحيح وإذا كان المشرق العربي يواجه تحديات التوسع الصهيوني، والسياسات الدولية المتغاضية، إن لم تكن المؤيدة، لهذا التوسع، فإن دول هذا المشرق العربي عانت ولا تزال من استبداد بعض الأنظمة، ومن مشاريع القهر والاستخفاف بحقوق الإنسان. ثم إن ثقافتنا العربية التي تحمل في بعض ملامحها آثار القيم القبلية استخفت كثيراً بموضوع حدود الدول واعتبرت هذه الحدود من صنع الاستعمار. وهكذا فإن المنطقة العربية تتجه إلى مرحلة تفكك الدول ليس فقط بفعل العوامل الخارجية ومخططاتها، وإنما أيضاً بسبب ديناميات داخلية متشعبة.
من ناحية أخرى فإن محاولات إلغاء الدولة اللبنانية وتقاسمها، وقد توضحت بالوثائق من خلال الحروب التي عانى منها لبنان من العام 1975 إلى العام 1990، والصراعات المحتدمة في المرحلة الحالية لصياغة شرق أوسط جديد، ذلك كله حمل الباحث الدكتور عصام كمال خليفة على صياغة هذه الدراسة، وهدفه من ذلك تعميق الوعي بأهمية الموضوع من جهة، والدفاع عن حقوق الشعب اللبناني من جهة أخرى.
وترتكز الدراسة، بشكل أساسي، على وثائق تمكن الباحث من تصويرها على فترات متباعدة، القسم الأول يستند على الأرشيف الدبلوماسي لوزارة الخارجية الفرنسية الموجودة في مدينة نانت. والوثائق المتعلقة بالحدود اللبناني-السورية (بين عامي 1920-1943) موجودة خاصة ضمن الكرتونتين 448-449، والملفات الموجودة في هاتين الكرتونتين ليست منظمة على أساس التتابع الزمني، أو على أساس رؤوس الموضوعات.
من جهة أخرى، فقد استعان الباحث بالأرشيف العسكري الموجود في قصر فنسين بالنسبة لبعض الخرائط الملحقة بهذا الكتاب بشكل مستقل. أما القسم الثاني من الدراسة فهو يرتكز على أرشيف وزارة الخارجية اللبنانية من جهة، وعلى أرشيف مديرية الشؤون الجغرافية في الجيش اللبناني، من جهة ثانية بالإضافة إلى ذلك عمد الباحث إلى الاستعانة إلى حد ما بأرشيف وزارة الخارجية الفرنسية في باريس، وأرشيفات أخرى محلية وخاصة. إقرأ المزيد