تاريخ النشر: 01/03/2006
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
نبذة نيل وفرات:لم يعد التاريخ مادة أرستقراطية تكتبها فئة متعلمة ومطّلعة لمصلحة مجموعة مختارة من أصحاب المصالح الحقيقية في البلد، أي الحكام ومن حولهم. ولا يتحدث التاريخ اليوم عن أفراد محدودين متميزين قليلي العدد؛ بل أصبح التاريخ أوسع أبواب المعرفة وأكثرها شعبية وأقلها دقة وأشدّها إلهاباً للمشاعر وإثارة للعواطف. أصبح التاريخ ...خطراً يتهدد الإنسانية ويتوجب ضبطه ووضع قيود لمنع إساءة استعماله، واستخدامه لغرس المحبة بدلاً من الكراهية في نفوس الأبناء. ويميل الاتجاه العالمي العام إلى الانفراج، مما دفع دولاً مثل الدول الاسكندنافية ثم فرنسا وألمانيا، وأخيراً الدول الأوروبية مجتمعة "الاتحاد الأدبي" التي سعت إلى إعادة النظر في كتب الأطفال. وشعرت دول تمثل الكوريتين والصين وغيرها بالغضب، ولجأت إلى الاحتجاج على كتب التاريخ اليابانية، وسبق لجيوش الاحتلال في إيطاليا وألمانيا واليابان أن منعت تداول كتب التاريخ لفترة طويلة. وقد رأينا كيف سبقهم في هذا الاتجاه الخليفة عمر بن الخطاب.
وبدا للناس اليوم أن الكرة الأرضية أصغر من أن تتحمل زرع الأحقاد ولا تقوى على تحمل ذاكرة مرّة بين أممها. وهذا يظهر أن الأمن التاريخي هو ركيزة الأمن العسكري والحربي في العالم. تلك هي الفلسفة التي انطلق المؤلف منها ليكتب من جديد التاريخ العربي.
ويتألف الكتاب من جزأين وعشرة فصول وخاتمة جاءت كلها على الشكل التالي: أولاً الجزء الأول: ويشكل قاعدة معلومات أساسية للجزء الثاني، وتبين أثر العوامل الطبيعية والأوبئة. فصل (1) المقدمة، وهي طويلة تحاول استعراض تاريخ العرب بطريقة خاصة. فصل (2) الأرض العربية، دراسة جغرافية للأرض العربية. فصل (3) المياه، أهمية المياه للعرب وعنايتهم باستنباطها ونقلها إلى أماكن مرتفعة وتزويد المدن بحياة الشعوب. فصل (4) اللسان والمعاجم ويضم إليه دراسة من عنترة وأخرى عن المتنبي واللغة العربية في المغرب لتبين أن قصة عنترة هي ظاهرة أدبية منتشرة في الآداب الأخرى، وأن المتنبي له وضع غريب، كما أن اللغة العربية في المغرب ليست لهجة عامية محلية؛ بل لهجة عربية قديمة منقطعة انتقلت إلى المغرب بعد القرن السادس عشر الميلادي. فصل (5) الإنسان العربي، استعراض للأقطار العربية قطراً قطراً مع البيئة البشرية في كلٍّ منها.
ثانياً: الجزء الثاني: فصل (6) التمزق في عهد القوة، توضح أن التجزئة الكبرى حدثت في العهد العباسي الأول فلم يبق لنا من العباسيين أكثر من عشر الأرض التي حكمها العباسي الأول بينما قامت في الباقي دول مستقلة ذاتياً أو بشكل تام. فصل (7) التمزق في عهد الضعف، وهو قليل قياساً على ما حدث في عهد القوة. فصل (8) مصر قطب الرحى بدلاً من بغداد، بعد أن قامت فيها وحدات كبيرة تمثلها الدولة الفاطمية فالأيوبية ثم المماليك، فصل (9) الجزيرة العربية، القسم الأول: الحجاز ونجد، فصل (10) الجزيرة العربية؛ القسم الثاني: المناطق الساحلية باستثناء الحجاز، فصل (11) الهلال الخصيب، بلاد الشام (سورية) وبلاد ما بين النهرين (العراق). وتجدر الإشارة إلى أن الكتاب لا يصور بحثاً علمياً ومعرفة منظمة ومحققة لذا فقد خلال الكتاب من الهوامش وقوائم المصادر فقد كان بمثابة محاولة من المؤلف لعرض تصوراته لهذا التاريخ الطويل مع الحب والأمل. إقرأ المزيد