قصة فيروزشاه ابن الملك ضاراب
(0)    
المرتبة: 38,929
تاريخ النشر: 01/12/2005
الناشر: المكتبة الثقافية
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:"كان في غابر الأزمان في بلاد فارس ملك عظيم القدر رفيع الشأن كثير الجنود يقال له الملك بهمن. وكان جباراً عنيداً وفارساً صنديداً يعبد النار دون العزيز الجبار ويسجد لها في الليل والنهار لا يعرف الحلال من الحرام ولا يرعى مودة ولا ذماماً، ولم يلد له إلا بنتاً ذات ...جمال رائق وقدّ قويم. فذات يوم دخلعليها وراودها عن نفسها ولم يكن دينه يمنعه، فمانعته إلا أنه اغتصبها بما له من القوة والسطوة والمهابة، فراحت منه حامل بأمر الله تعالى، ولم يمض على الملك بهمن المذكور إلا أيام قليلة حتى أهلكه الله فقدموه إلى النار. وكانت بنته لم تلد بعد ولم يكن له وريث للمك سواها، فاجتمع إليها أرباب الدولة والوزراء والنواب فالتقتهم بالترحيب والإحرام، وسألتهم عما يريدون أن يفعلوا، فقالوا لها اعلمي أيتها الملكة الشريفة أن وفاة أبيك أثرت فينا تأثيراً عظيماً ولم يترك لنا ولداً ذكراً لنسلمه قيادة المملكة ونجلسه على عرش بلاد فارس ولم يكن له إلاك، ولذك اتفقنا أن نعرض عليك التاج فأتيناك نطلب منك قبول طلبنا لأن المملكة تحتاج إلى حكمة، لا سيما وأن أعداء مملكتنا كثيرون وكلهم يقصدون إذلالنا وتدمير مملكتنا وما نعهده فيك من الحكمة وتصويب الآراء في زمن المرحوم والدك يحملنا أن نقول لك أننا لا نريد حاكماً إلا أنت. فقالت له يصعب عليّ أن أرد طلبكم هذا لا سيما وأني الوريثة الوحيدة لوالدي، إنما أريد أن أعرض عليكم أمراً واحداً فإذا قبلتم به خدمتكم إلى أن أموت. قالوا أننا لا نخالف لك قولاً ولا نعصي لك أمراً فالذي تأمرينا به نفعله".
وهكذا تمضي أحداث قصة فيروز شاه ابن الملك ضاراب المشوقة والتي تشد القارئ متذكراً من خلالها قصص ألف ليلة وليلة. وقصة فيروزشاه من القصص التي تناقلتها الألسن وحكاها الحاكون وتلاعب بها المتلاعبون، فمنهم من زاد بحوادثها، ومنهم من نقص في أصلها بما علق في فكره.
من هنا كان العزم في إخراجها من خلال هذه الأجزاء وذلك بعد جمع ما ورد على الألسن وبما وعته الذاكرة فإذا هي قصة من أعجب ما يروى وأبدع، فحق لها أن تكتب في بطون الأوراق وتحفظ في دفاتر الصحف، كما حفظت أجيالاً عديدة في صدور الرجال، وجاءت القصة من خلال هذا العمل على أتم ما يرام مضبوطة الألفاظ، محكمة الأشعار، مضطردة الحديث محكمته، يروق لسماعها بال كل إنسان، فتوافق فئات أهل الآداب وغيرهم معنى ولفظاً. فجاءت مكتوبة بأسلوب سلس وعبارات بسيطة مفهومة، موشاة بالأشعار النفيسة المناسبة من أشهر الأقوال، مع الابتعاد عن التطويل المؤدي إلى الممل وتجنب الاختصار الذي يضيع رونق الحوادث وطلاوتها. إقرأ المزيد