تحرير الفاو ؛ الأبعاد السياسية والستراتيجية
(0)    
المرتبة: 45,252
تاريخ النشر: 01/01/1997
الناشر: دار الشؤون الثقافية العامة
نبذة نيل وفرات:لم تعد الحرب العراقية الإيرانية بتفاصيلها المتعددة، وتداخلاتها الكثيرة، وأهداف أطرافها الطموحة، محل دراسة واحدة، بل يصح أن يكون لكل مفصل فيها دراسة قائمة بذاتها.
ولم تفسر تلك الحرب وفقاً لقوانين ونظريات مجردة، تضمنتها بطون الكتب والأدبيات الستراتيجية المتخصصة في شؤون الحرب فحسب، بل أخذ الجميع، وهو يتصدى علمياً لها، ...يكتشف أموراً وخططاً جديدة، غلب على أكثرها طابع الحداثة الابتكار، فهي خلاصة جهد سياسي وتفكير تقني لم يستطع أحد من قبل اكتشافه، لذا فلا غرابة أن تكون الحرب العراقية -الإيرانية صورة مصغرة محدثة ومتطورة عن الحرب العالمية الثانية، بالأساليب المعقدة فيها، أو بالخطط التي تضمنتها، أو المعارك التي تخللتها أو بالقيادات المتوالية على إدارتها من كلا الطرفين.. وقد رأى البعض بذلك أمراً طبيعياً لطول الحرب ومحدوديتها وقدرة الدولتين على حصرها.
ومهما يكن من أمر، وخلاصة لإدراك كهذا، تتصدى هذه الدراسة إلى أهم فصل في الحرب العراقية-الإيرانية، وأهم فترة فيها.. فهي تبدأ من المنعطف الحاسم، الذي أراد الطرف الإيراني من خلال تحويل مجرى الحرب معاً.. فكانت عملية الغزو باباً للتحول في حرب دائمة، وكانت عملية التحرير لبنة في بناء السلم. وهنا تكمن قدرة العراقيين وعظمتهم في عملية رمضان مبارك.
وتحليلاً لتلك الفترة، واستكشافاً لمفاصلها، وتحديداً لعناصرها المختلفة، شرع في التصدي لها عبر إتباع منهج تحليلي وصفي وخطه مركزة أوضحت فترة الحرب كلها، كونها سبباً في بدء عملية الغزو، وكونها نتيجة منطقية رتبتها عملية رمضان مبارك.
فقد تضمن الفصل التمهيدي، عبر مبحثين، وصفاً تحليلياً وجيوبوليتيكياً للفاو، وأهميتها، والأثر المترتب على تلك الأهمية، مقدمين خلاصة موجزة عن سير الحرب وظروفها.
أما في الفصل الأول، فقد تابع، عبر مباحثه الثلاثة، النوايا الإيرانية في الفاو، والخطط التي أعدتها إيران سلفاً، وعمليات الغزو التعبوية والتنفيذية للفاو، وما تبعها من نتائج موصوفة رتبها الغزو الإيراني للفاو.
وفي الفصل الثاني: تحلي ومعاينة لبدء العملية العراقية في أخذ المبادرة، ورصد لخطط التعبئة عبر ثلاثة محاور سياسية وإعلامية وعسكرية.
وفي الفصل الثالث، متابعة الجهد العراقي السياسي وخططه وتحركاته عربياً وإقليمياً ودولياً.
وفي الفصل الرابع، رصد بالتحليل مواقف القوى العظمى، والجهد العراقي المبذول، ليس من أجل تطويق امتدادات عملية غزو الفاو، وإنما تطويق الحرب والعمل على إنهائها.
أما في الفصل الخامس الذي اتصف بالطابع العسكري الفني، فقد تصدى لدراسة عملية تحرير الفاو بصورة معمقة على صعيد التخطيط والتنفيذ والإدارة، مسلطاً الضوء على دور الرئيس القائد صدام حسين في تلك المراحل كلها، وحدد مميزات عملية رمضان مبارك.
أما الفصل السادس، فقد خصص عبر عملية استقراء وتقييم، لدراسة الآثار التي تركتها عملية تحرير الفاو، على الصعد المختلفة، والانعكاسات التي رتبتها على الصعد: القطري والإقليمي والعالمي. وقد كان هذا الفصل، بحق، مقدمة واقعية لتسلسل الأحداث اللاحقة، التي كانت سبباً سياسياً في العدوان، الذي شنه التحالف الأطلسي الصهيوني على العراق. إقرأ المزيد