تاريخ النشر: 01/01/2010
الناشر: المكتبة العصرية للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن لله أهَلِينَ من الناس، قالوا: يا رسول الله من هم: قال: أهل القرآن وخاصته"، والشيخ الإمام العالم، الحبر، الحجة، المفسّر المجتهد، قدوة السالكين، الشيخ الإمام "محمد متولى الشعراوي" في الطليعة من أهل القرآن، أودع الله تعالى في قلبه من فنون العلوم ...والحكم العجب العجاب، وأفاض عليه من رحمته وعلمه مما فتح له القلوب والآذان، وجمع عليه الأحباب والإخوان، وشهد له القاصي والداني بعذوبة المنطق ودقة اللسان؛ ولِمَ لا وقد شرّفه الله تعالى بتفسير القرآن الكريم، ومن يؤتى تفسير القرآن فقد أوتي الحكمة: ﴿وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً﴾.
هذا وإن التفسير أشرف صناعة يتعاطاها الإنسان، وروى ابن مردويه عن طريق جرير... عن ابن عباس مرفوعاً: ﴿يُؤْتِي الْحِكْمَةَ﴾.. قال القرآن، قال ابن عباس يعني: تفسيره، فإنه قد قرأه البرّ والفاجر، وروى ابن حاتم عن أبي الدرداء: ﴿يُؤْتِي الْحِكْمَةَ﴾ قال: قراءة القرآن والفكرة فيه، وروى ابن أبي حاتم عن عمرو بن مرة قال: ما مررت بآية في كتاب الله لا أعرفها إلا أحزنتني لأني سمعت الله يقول: ﴿ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ ﴾... [سورة العنكبوت: آية 43] وروى أبو عبيد عن الحسن قال: ما أنزل الله آية إلا وهو يحب أن تعلم فيم أنزلت وما أراد بها.
ولذلك، فإن علم التفسير عسير يسير، أما عسره فظاهر من وجوه أظهرها كما قال العلامة الخوي: أنه كلام متكلم لم يصل الناس إلى مراده بالسماع منه ولا إمكان الوصول إليه بخلاف الأمثال والأشعار ونحوها، فإن الإنسان يمكن علمه منه إذا تكلم بأن يسمع منه أو ممن سمع منه؛ وأما القرآن الكريم فتفسيره على وجه القطع لا يعلم إلا بأن يسمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك مُتعذَّر، إلا في آيات قلائل، فالعلم بالمراد يُسْتَنّبط بأمارات والحكمة فيه: إن الله تعالى أراد أن يتفكر عباده في كتابه فلم يأمر نبيه بالتنصيص على المراد في جميع آياته.
من هنا، يمكن القول بأن الله تعالى خصّ بعض عباده بهذا الفضل، والإمام الشعراوي واحد من هؤلاء الذين أنار الله تعالى بصيرته، فكانت لديه تلك الحكمة في تدبر آيات القرآن الكريم ومعانيه، وبالإضافة إلى ذلك، فقد كان الإمام الشعراوي أحد أبرز علماء الأمة الذين جدّد الله تعالى دينه على يديهم، والذي بذل كل جهد من أجل خدمة الأمة الإسلامية في دينها وأخلاقها.
وكان رمزاً عظيماً للفكر الإسلامي والدعوة الإسلامية والعالم بأسره؛ وخاصة في معرفة الشاملة للإسلام وعلمه المتعمق وصفاء روحه، وشفافية نفسه واعتباره قدوة تحتذى في مجال العلم والفكر والدعوة الإسلامية.
ولد الشيخ الشعراوي داعية الإسلام عام 1911 بقرية دقادوس مركز بيت عمر بمحافظة الدقهلية، أتم حفظ القرآن بكتّاب القرية وعمره أحد عشر عاماً، ألحقه والده بالمعهد الإبتدائي الأزهري بالزقازيق عام 1926، ثم التحق بالقسم الثانوي وحصل على الشهادة الثانوية الأزهرية عام 1936، ليلحق من ثم بكلية اللغة العربية وليحصل على عالية اللغة العربية عام 1941، ثم ليحصل على العالية وإجازة التدريس، وليتبوأ من ثم مناصب عديدة، من التدريس في المدارس والجامعات إلى مدير الدعوة الإسلامية بوزارة الأوقاف، ومفتشاً للعلوم العربية بالأزهر وليتبوأ منصب وزارة الأوقاف عدة مرات...
وقد سطع نوره كداعية إسلامي من طراز فريد عام 1973 من خلال التلفزيون المصري ثم العربي... وبعد أن قدم الكثير والكثير لبلده وللأمته، اختار أن الأفضل له ولدعوته أن يكون حرّاً في البلاغ عن ربه، وقدم استقالته من مهام الوزارة في 15/10/1978 وبعد أن تحرر من قيود الوزارة انطلق في مشارق الأرض ومغاربها داعياً إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة، وموضّحاً سماحة الإسلام ووسطيته، مفنداً لما يحاول البعض أن يلصقه به.
وقد منح من قبل دول متعددة الأوسمة والجوائز العديدة التقديرية لخدمة القرآن الكريم، وقد منح قلادة رفيعة المستوى من الرئيس محمد حسني مبارك عام 1998 بعد انتقال الإمام إلى رحمة الله تعالى، تاركاً إرثاً من المؤلفات، وخير ما قدمه خواطره حول القرآن الكريم التي تذاع في جميع أنحاء العالم مرئية ومسموعة ومقروءة وعلى أقراص الــ CD.
وتذخر المكتبة الإسلامية بالعديد من كتبه في كافة فروع العلم والمعرفة، وإن كانت جميعها تنهل في المنهل الصافي والمعين الذي لا ينضب ألا وهو تفسير الشعراوي، وإذ كان التفسير قد ألقي في شكل دروس وحلقات، وطُبع مسلسلاً حسب ترتيب القرآن الكريم، فإن هذه الكتب عبارة عن تفسير موضوعي لآيات جُمعت بعناية فائقة، وتم ترتيبها ومراجعتها بشكل علمي دقيق أرتضاه الشيخ في حياته.
ويعدّ هذا الكتاب واحد من تلك الكتب التي ارتضاها الشيخ الشعراوي جمعاً وترتيباً، في حياته، وهذا لمحة عن بعض ما ورد في هذا الكتاب من فتاواه: قراءة القرآن بصوت مسموع، الرسول... وتفسير القرآن، معجزة القرآن، الردّ على المستشرقين، الآيات الشافية في القرآن، القرآن... علاج للأمراض.. حزن المؤمن، قصة بقرة بني إسرائيل... قضية تقليد الأجيال... مثل نور الله...[...]. وهذا غيض من فيض ما جاء من كنوز الشيخ الشعراوي في هذا الكتاب. إقرأ المزيد