تربية الطفل في الإسلام : أطوارها - وآثارها - وثمارها
(0)    
المرتبة: 119,065
تاريخ النشر: 01/12/2004
الناشر: دار ابن حزم، دار الرازي للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:إن المعالم الأساسية لشخصية المرء إنما تتكون في مرحلة طفولته وهي السنوات الأولى من حياته التي تكون فيها النفس البشرية مرنة قابلة لكل شيء، منفعلة بكل أثر، إذ أنها في تلك المرحلة الدقيقة كالصفحة البيضاء الخالية من كل نقش وصورة، ولكنها على الفطرة السليمة، والبراءة الطاهرة، وقد أشار نبينا ...الأسوة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم إلى ذلك بقوله: "كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه..." لذا أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم الآباء والمربين تنشئة الأبناء التنشئة الصالحة، وتربيتهم التربية السوية القويمة، وذلك عن طريق غرس معاني التقوى والفضيلة في نفوسهم وأرواحهم، حتى تصبح تلك المعاني سجينة لهم، ومعلماً أصيلاً لشخصيتهم، وتحقيقاً لهذه الغاية السامية، والثمرة المرجوة من تربيتهم التربية الإسلامية تلك اعتبر الإسلام القويم البنين والبنات أمانة في أعناق الوالدين، وحملهما مسؤولية تنشئتهم فكرياً وسلوكياً وخلقياً واجتماعياً وحتى نفسياً وانفعالياً...
غير أننا نلحظ تقصيراً بائناً في تحمل هذه المسؤولية، وأداء هذه الأمانة، نتيجة تلك الثغرات الواضحة، والأخطاء الفادحة، والتي تعود إلى ثلاثة أسباب وهي: سوء التربية البيتية، ومغالطات المناهج التعليمية، والتباس كثير من الظروف البيئية، حتى تحولت هذه التربية في زماننا هذا إلى مجرد تلقين للمعلومات، وحفظ للبعض الأفكار والعبارات، دون أن تدخل حنايا القلوب، وتتخلل ثنايا النفوس، وتطبق فعلاً وسلوكاً في أرض الواقع، مما كان لذلك الأثر البالغ في توجيه السهام المسمومة نحو تربيتنا الإسلامية واتهامها بالتخلف والرجعية.
من هنا قامت ثلة من العلماء والمربين أصحاب الخبرة والاختصاص في هذا المجال بتأليف عدة كتب في موضوعات التربية بشكل عام والتربية الإسلامية بشكل خاص جاء بعضها حسب الخطط المعدة لهذه المادة من قبل بعض المدرسين والمحاضرين في الجامعات المحلية والدولية، وجاء بعضها الآخر حسب رأي المؤلف واجتهاده الخاص في البحث والتدوين لما يلزم المربين اليوم.
غير أن ما يهتم به هذا الكتاب الذي بين يدينا هو استدراك بعض ما فات المؤلفين في هذا الموضوع، معتمداً في تدوين مادة كتابه على الأدلة الصحيحة والصريحة من الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، وسيرة السلف الصالح، وآراء المفكرين والتربويين من المسلمين الأوائل الذين قدموا لنا الكثير من المعارف والعلوم المتنوعة.
ونود أن نشير هاهنا إلى أنه وإن كان قد انتهج ذات الخطة المعتمدة لهذه المادة من جامعة البلقاء التطبيقية إلا أنه توسع إلى حد ما ببعض الموضوعات الخاصة بتربية الطفل في الإسلام، ليمط اللثام وينفض ركام الغبار ما استطاع إلى ذلك سبيلاً عن تربيتنا الإسلامية ومقدرتها على إخراج الجيل الأنموذج في كل زمان ومكان إن طبقت تلك التربية حسب تعاليم وتوجيهات دين الإسلام، وليكون كتابه هذا مرجعاً صغيراً ليس فقط لطلبة الكليات والجامعات بل للمربين الأفاضل والمربيات الفاضلات في البيوت والمدارس والمساجد وفي كل موقع، حتى إنه لم يآلو جهداً في تناول الموضوعات التالية من خلاله وشرحها بكل جلاء ووضوح: الأسرة في الإسلام -تربية الطفل من الولادة إلى الحولين، البناء الديني والعقلي، البناء الجسمي والانفعالي، البناء العلمي والاجتماعي، التربية الجنسية، الترغيب في بر الوالدين والترهيب من عقوقهما، أساليب تربية الطفل في الإسلام، أسس تأديب الطفل، آراء المفكرين المسلمين في تربية الطفل، مقتبسات من كتب بعض المربين. إقرأ المزيد