الماضي الخرافي (التوراة والتاريخ)
(0)    
المرتبة: 415,351
تاريخ النشر: 05/07/2018
الناشر: قدمس للنشر والتوزيع
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:كنتيجة للاهتمامات الأثرية التي أيقظها غزو وجيوش نابليون للشرق الأوسط، فإن القرن التاسع عشر قد رسم للأبحاث التاريخية هدفاً مثيراً هو إعادة بناء مكانة الكتاب ضمن تاريخ الشرق الأدنى القديم. مع أن الأبحاث الكتابية تمد جذورها في العمل التاريخي النقدي إلى القرن التاسع عشر، فقد شهد القرن العشرون تطورات ...نقدية تعرضت للتآكل بفعل التنامي في فهم للكتاب أفضل بما يمكن وصفه به هو اعتباره شكلاً من (الواقعية الساذجة). فما تزال قصة الكتاب الخاصة للماضي، المتمركزة على صعود إسرائيل وسقوطها، تهيمن على إعادات البناء التاريخية ضمن الدراسات الكتابية.
مع ذلك، فإن فن ومتعة هذه الروايات لا يلقيان من التقدير إلا القليل. إذ ينظر إليها فقط في تحولاتها كروايات للأحداث. لقد أصبحت تاريخاً. إن دراسة كل النصوص من الشرق الأدنى القديم ودراسة كل التنقيبات في إسرائيل وفلسطين قد أفسدت عن طريق طموح فردي إلى ما للأبحاث الكتابية ألا وهو: أن تفهم الكتاب روايةً للماضي التاريخي.
لقد صارت القصص التي تقرأ من سفر التكوين إلى نهاية سفر الملوك الثاني، تخدم كسياق تاريخي لكل بقية أدب الكتاب بما في ذلك شعره وكتاباته الفلسفية. كان هذا التفكير، الذي يطرح كنظام بحثي تاريخي ونقدي، مصدر إرباك كبير للبحث العلمي الحديث، فبدلاً من أن يكون تاريخياً، فقد خرق القاعدة الأولى للتاريخ بإخفاقه في التمييز بين التاريخ والأسطورة، وبدلاً من كونه نقدياً، استعمل منطقاً دائرياً بكل معنى الكلمة. وبدلاً من كونه نقدياً، استعمل منطقاً دائرياً بكل معنى الكلمة. وبدلاً من كونه علماً مصححاً لذاته وناقداً لها، سلّم جدلاً بافتراضاته الخاصة وأرضى نفسه بمجرد (تصحيح) الكتاب حيث تتطلب المعقولية ذلك. فالمعجزات، كما يبدو، ينبغي أن تذهب، لكن البقية يمكن أن تبقى، دون تغيير، قدر الإمكان، ومع أن مثل هذه الحاجة إلى قراءة النصوص المقدسة تاريخياً تتوسل الشرح، فإن الآثاريات الكتابية قد أخفقت في تزويد الكتاب بسياق تاريخي يمكن أن يفهم فيه بشكل معقول. ومع أن كثيرين أشاروا إلى القيمة اللاهوتية الفائقة لهذه التراثات غير المدروسة لتسويع انعدام الاستقامة الأكاديمية في البحث العلمي، فقد سأل القليلون عن السبب في أن اللاهوت المسيحي ينبغي أن يكون مستعداً لدفع ثمن مرتفع للغاية لحماية رؤية عالمه. لماذا يعتبر فهمٌ للكتاب المقدس، بوصفه خيالياً، أنه يقوّض صدقه واستقامته؟ كيف يعطي إضفاء الصفة التاريخية على هذا الأدب شرعية أكبر؟ لماذا، بالفعل، يحتاج عمل أدبي مؤثر كالكتاب إلى شرعنة أكثر؟
رداً على تلك الأسئلة يأتي هذا الكتاب "الماضي الخرافي". إنه محاولة للنظر إلى رؤية الكتاب للماضي (بناءً) في ضوء لغته الخاصة. وسيحاول المؤلف وعلى مدى الجزء الأول منه. شرح كيف أن الكتاب قد فهم غلطاً على أنه التاريخ. وفي الجزء الثاني يسعى لتقديم فكرة واضحة ودقيقة عن نوع المعرفة التاريخية المتاحة حول فلسطين القديمة، يقارن المؤلف هذا المنظور لرؤية الكتاب الشديدة التباين برؤية إسرائيل التي قدمها الآثاريون الكتابيون، برسم هذا التباين سيعطي حيزاً كبيراً للكيفية التي فهم بها مؤلفو الكتاب الإله، ليقارن من ثم ذلك مع الإله السامي الغربي القديم "يَهْوَه" كما هو معروف في نقوش الشرق الأدنى، وخصوصاً مع الأسماء الشخصية وبالنسبة للجزء الثالث فإنه يتبنى قضية يتعين على أي فهم نقدي للكتاب المقدس أن ينصب عليها: السياقات التاريخية التي كتب فيها النص والتي تكوّن فيها التراث. تلك هي السياقات الفكرية والأدبية التي أعطت الكتاب بنيته ولغته الخاصتين. إنها تساعد على تعرف الإسهامات الفريدة والمشتركة لهذا التراث القديم. الذي وكما يقول المؤلف لم يؤثر تأثيراً بالغ العمق في الحياة الفكرية. إقرأ المزيد