تاريخ النشر: 01/08/2005
الناشر: دار الساقي للطباعة والنشر
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:"لقد أخطأ الموت مرماه، كان أجدى به أن يقذف به هو داخل صندوق في قاع الطائرة بدلاً من محمد. فبقدر ما كان هو متشائماً وسوداوياً كان محمد مأسوراً بحبّ الحياة ومتفنناً في الاستمتاع بها... لقد عاش محمد حياته طبقاً لفلسفة مارغي البوهيمية... بينما عاشها هو خائفاً وقلقاً وغريباً في ...كل مكان وزمان!! ألا يكفي ذلك لأن يؤهله للموت بدلاً عن محمد؟ ألم يرتكب ملك الموت خطأً جسيماً إذاً باختياره محمد؟ ثم فجأة يتذكر عبد العزيز وكما لو كان قد بدأ يفيق تدريجياً من غيبوبة طويلة فيعدل جلسته ويرتب شعره الذي تناثر فوق جبينه ويتابع حواره مع نفسه: قد يكون في موت محمد رسالة، شاء قدره أن يسدد هو فاتورتها. إن موت محمد في الأرض الغريبة وعودته هامداً في صندوق خشبي مظلم يعني أن جذورنا تأبى أن تغادرنا حتى وإن أفنينا العمر هرباً منها. لو لم يكن الأمر كذلك فلماذا رفض إذاً أن يسجّى جسد أخيه في تراب ليس ترابه وأرض ليست أرضه؟ إنه الحنين للأرض الذي لا يعتق حتى الأجساد الفانية! ها هو الآن يحلّق فوق جذوره التي لم تعد شيطانية كما تهيأ له حين غادرها هارباً. وكيف تكون كذلك وهي تفتح الآن جوفها لتتلقى ما تبقى من محمد؟ هزّ عبد العزيز رأسه ثلاثاً ليلقي عنه تلك الهواجس وهو يقبض على ذراع المقعد ليتفادى تأرجح الطائرة التي هبطت به أخيراً فوق أرض الوطن!! إنه يريد أن يكون أكثر تماسكاً وثباتاً وهو يسلم لأبيه وأهله الأمانة, جسد أخيه!!".
إنها "الغربة الثانية" حيث كانت الأولى عملاً روائياً صدر كمشروع في العام 2000 بين كل من الدكتور عبد الله المعجل وسعاد المعجل. العمل الروائي ذاك كان مشتركاً بين الخال وابنة أخته في سعي لإخراج "الغربة الثانية" كمشروع متمم إلا أن القدر لم يهمل الخال الذي وافته المنية بعد إعداده الفصول الأولى من الرواية، ولم تذهب تلك الفكرة ولا ذاك المشروع أدراج الريح، إذ أن سعاد المعجل قامت بإتمام هذا العمل فكانت الرواية "الغربة الثانية"، التي كرّمت بها خالها الذي كان له الفضل الأكبر لجعلها روائية. والغربة الثانية تحكي في مضمونها مرارة الغربة بالنسبة للإنسان وحنينه في العودة إلى جذوره وذلك من خلال شخصيات وأحداث عكست ذلك المغزى بإصرار.نبذة الناشر:أحسست بقلبي يكاد يفر من صدري وأنا أتابع خطوات الأم على الدرج في طريقها إلى الصالون حيث جلسنا!! لقد كانت سارة، أم نعيمة، لعوب القرية ودميتها، لها جمال أخاذ سلّط عليها أعين الرجال وألسن النساء في قريتنا!! كنا حينها أطفالاً تلتقط آذاننا بعض الهمس الذي يبوح به الكبار في مجالسهم. كان البعض يتهم سارة بأنها مومس أغنياء القرية، لكن أحداً لم يجزم بحقيقة ذلك، كما أن أحداً لم يشهد عليه. قد يكون من أسباب ذلك الهمس حولها أنها قد اخترقت قواني القرية وأعرافها!! فسارة تعيش وحدها، بينما يجهل أهل القرية أصل والد ابنتها نعيمة وفصله!!
... إلى أن جاء ذلك الذي أفاقت فيه القرية على إشاعة مؤكدة هذه المرة!! أفاقت على خبر هروب سارة وابنتها نعيمة التي لم تتجاوز العاشرة آنذاك مع مدرس القرية الأستاذ زياد. ومنذ ذلك اليوم انقطعت أخبارهم ولم يسمع أحد شيئاً، لا عن سارة ولا عن ابنتها نعيمة ولا عن الأستاذ زياد. إقرأ المزيد