خطط للسلام والتنمية والديمقراطية
(0)    
المرتبة: 104,201
تاريخ النشر: 01/12/2003
الناشر: دار النهار للنشر
نبذة نيل وفرات:في هذا الزمن المأساوي المتزايد التأزم كل يوم، بحروبه الأبوكاليبتية التي لا تنتهي، وسلامه الذي يبدو، يوماً بعد يوم، وكأنه مستحيل الطريق، مهما تعددت خرائط الطريق إليها...
وفي الزمن الذي تتعرض فيه الأمم المتحدة لعدوان إرهابي لا سابقة له، هادفاً إلى منعها حتى من محاولة إقامة سلام في أرض الحرب ...والاحتلال، وإعادة بناء دولة ديمقراطية على أنقاض أحد أفظع هياكل الاستبداد...
في هذا الزمن بالذات، يصدر كتاب الدكتور بطرس غالي عن "أجندة السلام"، واسمها الأدبي "ثلاث خطط للسلام والتنمية والديمقراطية". خطط تنطلق، وتجسم استراتيجية دولية لدبلوماسية "احترازية" تسلكها "أمم متحدة" معادة هندستها، بغية الوصول إلى عولمة ديمقراطية مستحدثة المفاهيم.
فكيف لا يتساءل القارئ، وكل مراقب للأحداث، بصورة طبيعية عفوية، ماذا كان يكون المشهد في هذا الشرق الأوسط لو كان أمين عام الأمم المتحدة لا يزال الدكتور بطرس بطرس غالي؟
هل كان يمكن لأمين عام أن يغير مجرى الأحداث؟ نتساءل... ولو كان هذا الأمين العام قد حمل إلى قمة الدبلوماسية الدولية رؤياه الفكرية والضميرية المستمدة من صميم اختباره لمعاناة "العالم الثالث" وطموحاته، ومع هذه المعاناة الثقل التاريخي الفريد الذي لا تزال حضارة الحداثة تحاول اكتناه جوهره، متصورة صراعات ثقافية حيث كان يجب أن يكون الحوار خلاقاً؟
نعود نتساءل هل كان يمكن أن يغير أمين عام الأمم المتحدة في مجرى الحرب والسلام، لو كان بطرس غالي هذا الأمين العام، وكان إرثه يحصّنه؟
نعم، ربما كان يمكن، لو توافرت للأمم المتحدة استراتيجية السلام بالديمقراطية المطروحة في "الأجندة"... وقد حالوا دون تبني مجلس الأمن لها، ودون صدروها عن الجمعية العمومية. بل وأكثر، سار التحالف الأمريكي في الإستراتيجية المناقضة: "الحرب الاحترازية".نبذة الناشر:ما هي "أجندة السلام" هذه التي خلّفها بطرس غالي؟... وما هو مصيرها؟ في ظننا أنها ستبقى هاجس المؤسسة الأممية، لا قدرة لها على تجاهلها بعد الآن، ولا سبيل لتجاوز الدول الأعضاء لها، مهما عظمت.
ذلك أنها، وتبقى المشروع المستقبلي الوحيد الذي يمكن أن يضمن، عندما يتحقق ولو تدريجياً، يناع الحركات التحريرية بدون حروب، ومناعة حقوق الإنسان والمواطن، بدون إكره.
لم نحاول هنا ابتسار تفاصيل "الأجندة" التي خصص لها الأمين العام السابق كتاباً يتميز عن مؤلفات الفكر السياسي (التي كان يمكن أن يصدرها كأستاذ في جامعة) بأنه يقدم خطة براغماتية دقيقة التفاصيل والمترتبات. وفرادة الخطة في أنها مبنية على "كونية" الديمقراطية الواجبة الوجود على كل مستويات الحكم والسياسة: داخل الدول، وفي علاقاتها الخارجية. ثلاثة أطر إذاً:
-أولاً: الديمقراطية تكون كونية دولية، بما في ذلك ديمقراطية في العلاقات بين الدول، أو لا تكون.
-ثانياً: لا ديمقراطية كونية بدون سلام يكون كونياً، أو لا يكون.
-ثالثاً: السلام، كالديمقراطية، شرطهما التنمية الإنسانية المتكاملة داخل المجتمع، والمتكاملة بين المجتمعات والقارات...
غسان تويني إقرأ المزيد