تاريخ النشر: 01/01/1983
الناشر: دار الإنشاء للصحافة والنشر
نبذة نيل وفرات:كانت مسألة الخلافة أو الإمامة العظمى من المحاور الرئيسية التي شغلت رشيد رضا في الحقلين الفكري النظري والممارسة العملية، وعلة ذلك أن الخلافة في التراث الفكري السياسي العربي والإسلامي، هي رئاسة الحكومة الإسلامية وعندها تتحدد نظرة الإسلام السياسي إلى السلطة وأصول الحكم في الدولة الإسلامية. وكان رشيد رضا الفقيه ...والسياسي يرى لهذه الحكومة الإسلامية دورها الخطير في مجمل تكوين المجتمع، فإذا كان الإصلاح هو الهدف فلا بد أن يكون الإصلاح الديني هو البداية والمنطلق لأن لا إصلاح بالنسبة لرشيد بدون الإصلاح الديني ومن الطبيعي أن تكون مسألة السلطة إلى جانب المسائل الأخرى التي تواجه داعية الإصلاح الديني من المسائل الخطيرة لأنها ركيزة كل إصلاح فهي التعبير الحقوقي والقانوني، عن الإصلاحات المطلوبة في المجتمع على كافة الأصعدة.
غير أن رشيد رضا لم يتعاط مع مسألة الخلافة في مراحل نضاله الأولى من وجهة نظر الفقيه السني المحدد لشروط قيامها والهيئة المبايعة للخليفة لأن الخلافة كانت قائمة والسلطان عبد الحميد الثاني يجمع لقبي السلطان والخليفة ولا محل لمناقشة شرعية الخليفة وسلطته إلا لجهة رفض الاستبداد وإدانته دينياً وسياسياً والدعوة إلى الشورى والعدل. إلا أن التطورات التاريخية البالغة الخطورة التي تسارعت منذ إعلان الدستور العثماني عام 1908 إلى تعيين السلطان عبد الحميد من قبل الكماليين الأتراك وفصل السلطة الدينية عن السلطة السياسية وجعل مركز الخلافة مركزاً روحياً فقط، طرحت أمام العالم الإسلامي كله مجدداً مسألة الخلافة ودفعت الكثيرين للكتابة حول هذه المسألة تأييداً ودعماً أو رفضاً وإنكاراً ليس لما جرى في تركيا فحسب بل لوجود منصب الخلافة أصلاً.
وكان من الطبيعي أن يكون رشيد رضا في طليعة من يكتب في هذا الموضوع وأن يدافع عن الخلافة ويفسر شروطها ودورها في المجتمع المعاصر من موقعه كعالم ديني وفقيه سني ورجل سياسة يناضل في سبيل الإصلاح والترقي.
وما يلقي هذا الكتاب الضوء عليه هو الموقف الذي اتخذه رشيد رضا من هذه المسألة، كما ويكشف عن نقاط حساسة أخرى في فكر هذا المناضل السياسي اللبناني فتحدث عن رأيه في المرأة وتعدد الزوجات، رأيه في الفكر الوهابي، إنتاجه الفكري، دفاعه عن العربية، علاقته برجال عصره... إقرأ المزيد