تاريخ النشر: 31/12/2004
الناشر: دار مجدلاوي للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:جاء هذا الكتاب جديداً في بابه، متنوعاً في موضوعاته، يتردد في أسلوبه بين سرد القصة بتمامها حفاظاً على روح النص الذي لا يخلو من الالتزام بالمضمون والسياق التاريخي وبين الوقوف على حقائق القصة والبحث في المعاني والمدلولات. فالحديث عن التجربة التاريخية في إطار العلاقة بين الشعر والتكسب ينطوي على ...قدر كبير من الأمانة والموضوعية، لأنه حكم على تاريخ الدولة والمجتمع. ولا تنفك أهمية الشعر التكسبي عن كشف حقيقة الاختلالات المالية في نظم الجباية والتوزيع، والانفاق والإنتاج. فالشعر المنظوم للتكسب وتحقيق الأرباح يعد من أهم العمليات الإنتاجية، ولكن من أكثرها ظلماً وجوراً في توزيع الموارد والثروات. فالأموال الطائلة التي كان ينفقها بعض الخلفاء والسلاطين ووزرائهم، مثل سيف الدولة الحمداني (303-356هجرية)، في قصيدة مدح تقال لقائد مهزوم، تؤكد في الجانب الآخر حالة الضعف والهوان لبعض العلماء النابغين كالفارابي الذي اكتفي بأربعة دراهم كل يوم، والكندي الذي اعتزل الناس، والحسن بن الهيثم الذي قضى آخر عمره كاسباً قوته من نسخ الكتب.
وفي سبيل الوصول إلى معرفة جديدة عن سنة الأجل التي تحكم حياة الدول والمجتمعات، والتي تتراوح بين الصعود والبهوط، وبين الازدهار والاندثار، يمكن تتبع سياسة المال في المجتمع الإسلامي، وكشف علاقات اجتماعية أشد عمقاً في صياغة المجتمع. وبدون شك أن تحقيق الثراء والغنى الفاحش يقوم على عوامل عدة، ولكن الشعر في مجال التكسب الذي استحوذ على حيز كبير ومهم في كيان الدولة واهتماماتها، كان يقوم بدور محوري في صناعة الثراء وتقسيم المجتمع إلى شرائح محرومة ومعدمة وأخرى مالكة لرأس المال، الأمر الذي يحتاج إلى المزيد من البحث الوافي، كل علم في مجاله واختصاصه، لأن دراسة التاريخ تتضمن جوانب معقدة ومتشعبة، تحكمها علاقات المجتمع بكل أبعاده ومكوناته.
وأما هذا الكتاب، فقد اشتمل على ستة فصول وخاتمة: تناول الفصل الأول الإطار العام لعلاقة التكسب بالشعر من خلال توضيح مفهوم الكسب وأهميته وخصائص شعر التكسب ومكوناته ودواعيه. أما الفصل الثاني فقد تناول موقف الإسلام من شعر التكسب مبيناً علاقته بالمجتمع الجاهلي ومشروعيته في الإسلام وواقعه في حياة الصحابة. والفصل الثالث تناول علاقة الثراء بالشعر التكسبي من خلال التركيز على بعض شعراء التكسب ومزايا الثراء. وأما الفصل الرابع فقد درس الجوانب الاقتصادية في شعر التكسب كالتجارة وقانون العرض والطلب، وتضمن الفصل الخامس شعر المدح التكسبي في مجالات مختلفة كالحرب وعلاقات المجتمع والزهد. وأما الفصل السادس فقد خصص للحديث عن قضايا مختلفة من مجالات الشعر، وأهمها الهجاء والرثاء وعلاقة الشعر بالفقر. وجاءت الخاتمة كخلاصة لأهم الأفكار والمفاهيم العريضة التي تخللت ثنايا الكتاب. إقرأ المزيد