إشكاليات النهوض العربي من التردي إلى التحدي
(0)    
المرتبة: 87,000
تاريخ النشر: 01/05/2005
الناشر: مركز دراسات الوحدة العربية
نبذة نيل وفرات:من الافتتان يولد الاضطراب والارتياب. فالشرق المتعثر مأخوذ بزمن انتظار الخوارق والبطولات التي "تأتي ولا تأتي" أو التصور بأن الآتي هو المطلوب الذي طال له الترقب، فالإلحاح على أن يكون "المنقذ" من منبت بيئة الشرق بالذات حتى تكتمل أجزاء "الصورة" المتناثرة، انطلاقاً من مكان "شروق" الشمس والتحفظ على كل ...ما يصدر من أمكنة غروبها! إنه التهافت الغريب على التقوقع، منذ المصير الذي آل إليه تنوير تهافت التهافت الرشدي الأندلسي ومن ثم منجزات اسطنبول، (التنظيماتية) الأوروبية.
فالشرق "المخطوف" بازدراء الغرب يرى في رد التحدي ما يناسب المزاجية حيث التشفي أو الانتقام-السالب، وذلك لا بخلق البطولة الفرسانية فحسب؛ بل بتضخيم أحجامها الفعلية، من التهويل إلى الإعجاز، في مسلسل المعارك المعلنة على طواحين الهواء دونكيشوتياً. ثم تأتي صدمة المكاشفة لاختلال معيار القوة، فيما وراء الجانب المادي البحت للترسانة القتالية، مواجهة العقل بالعقل، ضبط المسافة بين عقليتين، وما أبعد الشوط بين عقلانيتين. أصيب الإدراك العربي العام، الحائر أصلاً تحت وطأة المفارقات، بالملل المقارب للقرب من إصدار الأحكام المتضاربة بشأن الثنائي: السلطة القائمة (الحاكمة) والسلطة المضادة (الاعتراضية). أما السلطة الثالثة (النخبة الثقافية) التي تتحرك بين السلطتين الأولى والثانية، فقد وجدت نجاتها، في أغلب الظروف، إما بمحاباة الحاكمية السياسية أو بمجاراة نقيضتها الأيديولوجية، التأرجح بين النظام والنقيض المعارض. فالفئات الثلاث تتضارب مثلما تتناغم حسب متطلبات الآنية لجهة الاستجابة التوليفية والترقيعية للأسئلة الحقيقية المطروحة.
إذاً، ففصيلة السلطة الثالثة (النخبوية) غير منفرة كحالة قائمة بذاتها بين فصيلتي سلطة الاستبداد وسلطة الانسداد، فهي بالتالي قبل هذا العجين من ذاك الطحين! أفراد الأنتجلنسيا العربية، على الرغم من أداء الأدوار الناقدة للظواهر السائدة، إن همّ الإنتاج الأوضاع المتردية كما لو كانوا حفدة المشروع النهضوي (القديم) بدوام التفويض لا التقويض، المشروع الذي أفلس، بعد مرور أكثر من قرن في الخداع والضياع، نتيجة "الاستثمار" الثقافي التلبيسي، الملتبس في سياق الشطحات والتسطيحات. أما البضاعة الفكرية فقد جاءت وفية لنوعية الآلة التي صاغتها في دورانها المستجيب لحالة العرض وحاجات الطلب. إذاً أين يكمن وجه الغرابة في أن لا تكون الأنتلجنسيا في مستوى الرد على تحدي الهزيمة والهزائم التي أفرضتها؟! إنطلاقاً من تلك الرؤية، وللإجابة عن هذا التساؤل يطرح الدكتور وفيق رؤوف على بساط البحث إشكاليات النهوض العربي وذلك في محاولة لدرس أسباب ترديه وملابساتها ليصار من ثم إلى التوصل ومن خلال تحديها إلى النهوض العربي والهدف العودة بالأمة العربية لتأخذ دورها الطليعي بين الأمم. إقرأ المزيد