تاريخ النشر: 01/05/2005
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
نبذة نيل وفرات:تأتي أهمية هذا الكتاب انطلاقاً من كونه توثيقاً وقراءة لمرحلة مهمة في تاريخ المسرح البحريني. حيث تشكلت فيها رؤى واقتراحات وتقنيات جديدة ومختلفة عن سائد الرؤى والاقتراحات والتقنيات الذي صبغ الحركة المسرحية في السبعينات. وجثم بطغيانه على أنفاسها التي تروم بحثاً واكتشافاً مسرحيين مختلفين ومغايرين. إذ من خلال هذا ...الكتاب يرصد الشملان التحولات المهمة التي طرأت على مسرح الثمانينيات والتسعينيات في البحرين، حيث القراءة البحثية للنص والعرض وفضاء التجربة. وبزوغ مسرح الخريجين واقتراح ممثليه الأكاديميين لغة أكثر قدرة على استيعاب فضاء العرض المسرحي وفك مغاليقه وتعضيده بمكتسباتهم الفنية التي تلقوها من الدراسة الأكاديمية في معاهد الفنون المسرحية. بجانب حضور التجريب المسرحي بكل طاقته المغايرة وعريه المشاكس والخلاق وقراءته الحميمة لفضاء التلقي في العرض المسرحي ونصوصه الجديدة التي تختزل أبعاداً فكرية وفنية لم تطرق ولم تقرأ مسرحياً في سبعينيات المسرح البحريني. والتي تكتنز برؤى وبيانات واقتراحات ترافق وتحفر في معمل العرض المسرحي. وتكمن أهمية هذا الكتاب أيضاً في قدرة الشملان -وهو ابن المرحلة المسرحية السبعينية- على تجاوز المعطيات المسرحية السبعينية بجسارة وتمكن. وانشغاله الباحث في قراءة التحولات المسرحية الجديدة التي طرأت على المسرح البحريني في الثمانينيات والتسعينيات، مسلطاً الضوء بمجهرية شاخصة على النماذج المسرحية التي ساهمت في أحداث هذا التحول. وعلى العناصر والطاقات المسرحية التي انبثقت من هذه النماذج المسرحية المغايرة وشكلتها.
ونقف بدءاً عند الممثل أو تقنيات التمثيل في المسرح والتي ظلت لفترة ليست بقصيرة مغيبة من مساحة التعاطي القرائي للعرض المسرحي. فمجد الشملان يجوس التجارب المسرحية التي عنيت بالممثل وتقنياته باحثاً عن وفي التيارات المسرحية والمفكرين المسرحيين الذين استثاروا أبناء هذه التجارب المسرحية، أمثال غروتوفسكي وبيتر بروك وأرتو وستانسلافسكي وبريخت. وكيف استثمر هؤلاء الأبناء اليافعون معطيات الأداء المسرحي وتقنياته في تجاربهم المسرحية. مؤكداً الشملان –من خلال وقفات مجهرية مكثفة- على ضرورة حسم مسألة ازدواجية الخلاف بين الممثل لدى بريشت وغروتوفسكي. مهجوساً بضرورة تطوير تقنيات الممثل لدى البحريني والمسرح الخليجي. مركزاً على أهمية اختراق الممثل الواعي والجسور للنص بوصفة مشروعاً.
وفي وقفة أخرى يقرأ الشملان ملامح التجريب في المسرح البحريني ودورها في بث روح جديدة مشاكسة، مغايرة وضرورية في جسد المسرح البحريني. واقفاً باهتمام كبير عند تجربة مسرح الصواري التي تألقت عربياً وعالمياً وحازت على جائزة أفضل إخراج دولي. منطلقاً بأسئلته الشاخصة والمكثفة نحو فضاء بحثي مسرحي خلاق. محللاً عبرها التجاري الإخراجية والنصية والسنوغرافية والأدائية.
وفي موقع آخر يستجلي الشملان –وفي أكثر من وقفة في كتابه- أنواع المسرح. مستكشفاً من خلالها الإشكالات التي وقعت فيها بعض التجاري المسرحية لعدم استيعابها الكافي لنوع التجربة الذي تشتغل فيه وتتبناه. وفي هذه الوقفات يفصح الشملان عن استبار حقيقي وواع وعميق لتاريخ وأنواع هذه المسارح. مبرزاً الفروقات الحادة والرفيعة بينها، بين المسرح التجريبي والتقليدي، بين المسرح البريختي والفقير لغروتوفسكي، بين مسرح الطفل والمدرسي، بين مسرح الناشئة والهواة، بين الأوبريت المسرحي والمسرح المزدحم بالأغاني غير الدرامية، بين المسرح الجاد والتجاري، بين المسرح الكوميدي والهزلي، بين المسرح الراقص واستعراضي، بين المسرح وتقاطعه مع الفنون الأخرى.
وفي وقفات أخرى في الكتاب يطرق الشملان أبواب التلقي وإشكالياته في المسرح البحريني مركزاً على أهمية المسرح باعتباره حاجة يومية ثقافية ملحة. وفي وقفات أخرى يشاخص الشملان منطقة النقد المسرحي والنقد الصادر من التجربة المسرحية ذاتها والتي غالباً ما وقعت تحت سطوة الجهاز الرسمي. ويفتح الشملان جروحاً وهموماً عانى منها المسرح البحريني ولا يزال يعاني كاهتمام الساحة العالمية بالمسرح البحريني وإهماله محلياً وخليجياً.
وحول مسرح الشباب يفرد الشملان مساحته الأكبر في الكتاب موقناً بأنهم الأمل المسرحي القادم وأنهم هم الرؤية الجديدة الاستثنائية في المسرح البحريني. إقرأ المزيد