البنى المعرفية والاجتماعية للعلاقة بين الدين وظاهرة العنف الاجتماعي - العدد التاسع
تاريخ النشر: 01/01/2002
الناشر: المؤسسة العالمية للمعاهد الإسلامية العالية
نبذة نيل وفرات:إن الأوساط الفكرية اليوم حافلة بالنقاش والسجال حول ما يرتبط بقضايا ترمي إلى معالجة التماس والتفاعل بين الإشكاليات الفكرية والعقيدية، وواقع الحياة الإنسانية، سواء كان في داخل المجتمعات الإسلامية نفسها أن بينها وبين غيرها من المجتمعات، والمجموعات الدينية والإنسانية الأخرى.
وذلك خلافاً لما كان دارجاً سابقاً من وجود مستوى من ...القطيعة بين عالم المفكر وواقع حياته، حيث إن القضايا المطروحة على صعيد النقاش العلمي والبحث النظري كانت أحياناً كثيرة بمنأى عن معاناة الإنسان مع بني نوعه في معترك العيش. ولعله من إيجابيات حركة التنوير والتثقيف في الغرب هو الصيرورة العلمية باتجاه يمتزج فيه الهم الفكري الفلسفي والعقيدي بإشكاليات العيش، وهموم الحياة الإنسانية، بحثاً عن حلول فكرية وعملية تساعد على إرساء قواعد محصنة للحياة لتجنيبها مشاهد التدمير، ونوازع الصراع والنزاع.
وقد يصح منّا القول: إن ما يميز المثقف والمفكر اليوم عن نظائر قديماً هو: توافر حالة الشعور بالمسؤولية في وجدان المفكر المعاصر تجاه قضايا الحياة والإنسان ومحاولة إقحام المطارحات الفكرية والتنظيرات العلمية في وسط الواقع، لا، بل السعي للقيام بتقييم أو حتى معيرة هذه الفلسفات والنظريات في ظل دراسة مدى نجاحها وفلاحها في إزاحة المعاناة من واقع الإنسان وتمكنها من توفير أكبر قدر ممكن من الراحة والهدوء له. ما يساهم دون شك في إضافة فاعلية كبيرة إلى العلم ويفضي إلى إقصاءكم هائل من الاهتمام العلمي الذي كان يشكل البال، أو يستهلك الطاقات والإمكانيات من الآمة من دون جدوى.
إن قضية الرحمة والشدة في التنظير والممارسة، أو ما يعبر عنه الآن بالعنف والتسامح أو القسوة والمداراة على المستوى الإسلامي أو الديني العام، تمثل إشكاليات معرفية ساخنة يعمل على معالجتها كثير من الفعاليات العلمية والشخصيات الفكرية. وقد تم بذل الجهد العلمي من قبل هؤلاء لبلورة الجذور والأصول للعنف والشدة، وصولاً إلى أسس غير معرفية ساعدت على تكريس هذه الظاهرة والسعي الحثيث منهم لمعرفة دور السلطة إلى جانب ما يمكن أن ينسب إلى المعرفة في استتباب السلام، والسماحة أو إرساء العنف والشدة. ولقد تم التركيز في هذا العدد من مجلة الحياة الطيبة على إبراز كل من هذه الأسباب والأدوار في توليد العنف والتنظير له من خلال دراسات فنية، وحوارات حية وصريحة مع تحل كبير بالموضوعية وتجنب التعصب الفكري. إقرأ المزيد