علي بن أبي طالب عليه السلام ؛ رجل المعارضة والدولة
(0)    
المرتبة: 55,358
تاريخ النشر: 01/12/2004
الناشر: دار العلوم للتحقيق والطباعة والنشر
توفر الكتاب: يتوفر في غضون 48 ساعة
حمّل iKitab (أجهزة لوحية وهواتف ذكية)


نبذة نيل وفرات:المعارضة وممارسة السلطة أصبحتا في أيامنا هذه وجهان لعملة واحدة، فالذي يعارض اليوم يصبح حاكماً غداً، ثم ينزلق إلى المعارضة بمجرد خروجه من السلطة لأي سبب كان.
هذه هي بالدقة لعبة الديمقراطية اليوم. وهي لعبة خالية من اللون الرمادي فإما أن تكون في السلطة أو تعارضها.
وفي لعبة السلطة تسقط المعاني، ...فالذي يعارض لا يدري لماذا يعارض، والذي يحكم لا يدري لماذا يحكم، أنه يعارض من أجل إسقاط خصمه، وإنه يحكم حتى يسد الطريق أمام الخصم. بهذا المنطق تحكم الشعوب اليوم من أرقاها في الحضارة وحتى أدناها من الشعوب المغمورة العائشة في مجاهيل أفريقيا.
أما منطق علي بن أبي طالب عليه السلام الذ1ي ولد واستشهد قبل أربعة عشرة قرناً فخلاف ذلك.
فقد خاض علي عليه السلام المهتمين خاض غمار المعارضة ومارس السلطة. فكان رجل المعارضة الذي يعارض بمنطق الممارس للسلطة، ويقدم النصح والمشورة، لتكريس العدل والحرية لكي تبقى السلطة في خدمة الناس حتى لو كان الحاكم شخصاً آخر.
وكان رجل الدولة أيضاً الذي يحكم بمنطق المعارضة، يعارض ولاته ويعارض شعبه عندما يريد الخروج عن المبادئ.
هذه هي فلسفة علي عليه السلام في السياسة: معارضة يمارس السلطة. وحاكم يمارس المعارض. كل ذلك من أجل التغيير والبناء. فالهدف واحد ومتغيرات الزمان والمكان لا تغير من مبادئه شيئاً.
هذا ما نجده في هذه الدراسة التي مضى على صدور طبقتها الأولى دولة الإمام علي عقد من الزمان. في وقته عالج الكتاب قضية مهمة هي تأصيل الدولة الإسلامية من خلال نموذج حكومة الإمام علي عليه السلام.
واليوم الكتاب نفسه وبدون تغيير وجدته يعالج قضية مهمة هي قضية الساعة وهي علاقة المعارضة بالسلطة، كيف نعارض وكيف نحكم؟ وما هو الخط الفاصل بين المعارض المخلص والحاكم الصادق فالإجابة على هذا السؤال هو من أهم قضايانا السياسية المعاصرة؟ فهل نجد في سيرة علي بن أبي طالب جواباً لهذا السؤال؟ إقرأ المزيد