مبدأ الشرعية في الفكر الإسلامي والعالمي
(0)    
المرتبة: 118,538
تاريخ النشر: 01/01/2004
الناشر: دار الجيل للطبع والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:عرف الإنسان، عبر تجربته العلمية والمعرفية، عدة مفاهيم للشرعية.. عرف المفهوم اللغوي للكلمة كوسيط ناقل للمبادئ والفلسفات والأيديولوجيات.. ومن خلال المفهوم اللغوي للشرعية تنتقل مفردة رأس المال إلى الرأسمالية، والاشتراك إلى الاشتراكية، والوجود إلى الوجودية... الخ، وعلى هذا المستوى ينقل المفهوم اللغوي اللفظ اللغوي إلى مصاف المبدأ المعترف به ...عالمياً. وعرف الإنسان، من خلال مشواره الكوني، المفهوم الفلسفي للشرعية، أي شرعية الدوام المادي والحركي للوجود وفق نسب معينة زمانياً ومكانياً وإنسانياً وحياتياً في إطار شرعية المحدود، وشرعية اللامحدود، وشرعية أشواق المحدود تجاه اللامحدود، مؤدياً كل ذلك لوعي الإنسان بغايته وسعيه لإنجاز كماله. وعرف الإنسان المفهوم الإنساني للشرعية على كافة المستويات الإنسانية.. عرف الشرعية الفردية على مستوى الإنسان الطبيعي، والشرعية الوطنية على مستوى الإنسان السياسي، وعلى مستوى الإنسان الأممي عرف الشرعية الدولية، وعرف الإنسان وفق المفهوم القانوني للشرعية الدستورية ومرتكزاتها الأساسية على مستوى مبدأ السيادة الشعبية، وسيادة حكم القانون، ومبدأ فصل السلطات، واستقلال القضاء وشرعية حقوق الإنسان. وعرف الإنسان المفهوم الأيديولوجي للشرعية باعتباره رابطة ثنائية وجدلية بين مبدأ الشرعية والفكر الإنساني، وعلى ذلك هو وظيفة اجتماعية للتعبير عن حاجات الفكر وحاجات الإنسان وحاجات الحياة وحاجات الحضارة.
وإجمالاً؛ عرف الإنسان كل هذه المفاهيم النوعية العالمية فعرف مركزه في الكون والحياة وعلى مستوى بعده المستقبلي. وعلى صعيد آخر عرف العالم، عبر تاريخه الطويل، الشرعيات العالمية المتعددة، عرف حديثاً الشرعية الرأسمالية الليبرالية أي شرعية ليبرالية سوق العمل، وليبرالية الملكية، وليبرالية التوزيع، وليبرالية الإدارة والتسبير... الخ.
وعرف العالم الشرعية المادية الجدلية، النقيض التاريخي للشريعة الليبرالية، وبين هاتين الشرعيتين عرف العالم الشرعية الاشتراكية الديموقراطية... ويتطلع العالم، اليوم، إلى الشرعية الوسطية النموذج العالمي الوسط، النموذج العالمي العادل، نموذج حالة الوسط، حالة العدل، تلك الشرعية التي تفوق كل الشرعيات الأخرى بحرية الفكر وحرية التأمل في عالم ما وراء الطبيعة (وكذلك نرى إبراهيم ملكوت السموات والأرض وليكون من الموقنين)... أن الشرعية الليبرالية أصمت أذنها عن ملكوت الأرض وكأنها لا تعيش فيه، وهي تعيش عليه، والشرعية المادية الجدلية خاصمت ملكوت السموات والأرض، وكأنه ليس الواقع المادي الذي تفسر كل شيء طبقاً له... والشرعية الوسطية تقر الواقع المادي والوجود والطبيعة، وفي نفس الوقت تؤمن بالفكر والعقل والروح ووحدة المادة والروح والفكر والوجود والعقل والطبيعة في تناغم وتناسق وانسجام تحكي حرية التأمل من ملكوت السموات والأرض كأحد أهم حقوق الإنسان (إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب. الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض). وهذا الكتاب يطرح ذلك كله على بساط البحث من خلال فكر تحليلي موضوعي وصولاً لبيان مبدأ الشرعية في الفكر الإسلامي والعالمي والهدف ليقرر الإنسان موقفه ومصيره، ويحسم مستقبله ويهتدي إلى خياراته. إقرأ المزيد