دور العقل في تشكيل المعرفة الدينية
(0)    
المرتبة: 102,331
تاريخ النشر: 01/03/2005
الناشر: دار الهادي للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:لقد حمل همّ بحث المعرفة الدينية كل من اهتم بالدين من مسلمين وغيرهم، وإن اختلفت الدواعي في الاهتمام بالدين. فبعضهم انطلق من الإيمان به، وبعضهم انطلق من قناعة بضرورة إقصاء الدين، وبعضهم كان يسعى مخلصاً لإيجاد نحو مصالحة بين الدين والمعرفة، أو بين المعرفة الدينية والعقل، أو بين النص ...والعقل. لهذا السبب وذاك بالإمكان القول بوجود تخبط في البحث المتعلق بالمعرفة الدينية عموماً، وفي التأسيس الكافي لتحقيق دور العقل والنص في تشكيل المعرفة الدينية، وبالأخص دور العقل والنص في تشكيل المعرفة الدينية، وبالأخص دور العقل في تشكيل هذه المعرفة، فهل العقل منفصل عن النص باعتبار أن مجال العقل في المعرفة يختلف جوهرياً عن مجال النص، وأن النص لا ينفع إلا في مجال الإيمان ولا ينفع في مجال العقل، أم أن له علاقة به.
ومع فرض العلاقة، فهل يتقدم على النص أم النص هو المتقدم عليه؟ وما هي المساحة المتاحة للعقل في تشكيل تلك المعرفة؟ وكيف يمكن تثبيت تلك المساحة أمام النص أو معه؟ وهل فقد النص قيمته إلا بمقدار ما يكون طيعاً للعقل باعتبار أنه صاحب السلطة في كل معرفة إجمالاً أو تفصيلاً، أو باعتبار أن النص يشكل حالة تاريخية مضت لم يعد يصلح للحالة الحاضرة أو المستقبلية؟
بعض هذه الطروحات يتم التصريح بها بشكل مباشر، وبعضها يتم التلويح بها من دون التصريح المباشر. من هنا تمت معالجة هذا الموضوع ضمن هذا البحث بعناية وفي سياق حوار موضوعي وبنّاء حول بعض ما يطرح في مجال تشكيل المعرفة الدينية. وقد اقتصر الباحث على بحث دور العقل فيها نظراً إلى أن البحث عن دور العقل والنص في تشكيل تلك المعرفة يخرج عن الفرصة المتاحة في هذا الكتاب.
وتكمن أهمية هذا البحث وخطورته في أنه يطال حيزاً هاماً من مساحة الفكر الإنساني، ظل ولم يزل شأناً خاصاً بطائفة من أهل العلم المختصين يشار إليهم عادة بين المسلمين بالفقهاء، يتبعهم غيرهم في النتائج مهما بلغ الغير من الثقافة، وهو الأمر الذي أشعر كثيراً من المثقفين بحالة من الإقصاء عن مجال المشاركة في المعارف الدينية. وكان للتطورات الحاصلة في مجالات في المجتمعات الدينية غير الإسلامية أثرها البارز في تحفيز المثقفين المسلمين للاستفادة من تلك التطورات، والعمل على إيجاد مكان ملائم لهم في تلك المجالات.
وبالعودة إلى البحث الذي تضمنه هذا الكتاب فقد جاء ضمن مقدمة وأربعة أبواب. جاء الباب الأول في بعض المقدمات البيانية للوقوف على بعض المفاهيم، وتمّ تخصيص الباب الثاني للبحث في مفهوم العقل، وحول دور العقل، في تشكيل المعرفة الدينية جاء الباب الثالث، وأما الباب الرابع فقد تعلق بدور العقل في فهم النص عموماً والقرآني خصوصاً. إقرأ المزيد