تاريخ النشر: 01/03/2005
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:لقد واجه الفلسطينيون ظروفاً اجتماعية واقتصادية صعبة، رافقت الهجرة القسرية التي تعرضوا لها عام 1948م، وأصيبت بنيتهم الاجتماعية والاقتصادية باختلال شديد وعانوا الكثير من جراء التشتت و فقدان الأحبة والأصدقاء أثناء الهجرة، بعد ما كانوا ينعمون به في موطنهم الأصلي فلسطين.
إن تعرض شعب بأكمله للطرد من موطنه الأصلي، وتشتيت ...هويته الثقافية، إضافة لفقدان أرضه التي وحدته في الماضي، وعكست أصوله الثقافية وعروبته، وفقدان أفراده لمورد الرزق، والمسكن الآمن، يعتبر بمثابة تهديد خطير لوجود أي شعب.
إلا أن إرادة هذا الشعب وإيمانه الذي لا يحيد بحتمية العودة، ولم الشمل ساهم في تمكينه من البقاء وفرض وجوده والاحتفاظ بهويته الثقافية في بلاد الشتات، هذا إلى جانب الدور الكبير الذي قامت به المؤسسات الأهلية والدولية في دعم اللاجئين الفلسطينيين، لمواجهة المصاعب والظروف الجديدة التي كان لا بد من التأقلم معها، في خضم الأحداث السياسية التي ألمت بالمنطقة آنذاك.
وكانت وكالة الغوث الدولية بكوادرها التي يتشكل معظم أفرادها من أبناء الشعب الفلسطيني، من الجهات التي كان لها الأثر العظيم في رفع سوية اللاجئين في بداية مشوارهم وحتى اليوم.
بدأت جهود وكالة الغوث بتقديم برامج الإغاثة والطوارئ إلى اللاجئين، لتطور هذه الخدمات ومنذ زمن غير بعيد فتصل بهؤلاء اللاجئين إلى مرحلة الاعتماد على النفس في توفير مصادر الدخل، إضافة إلى أنها أخذت على عاتقها الارتقاء بمستواهم الاجتماعي والاقتصادي والصحي والتعليمي.
وقد كانت هناك قصص نجاح عديدة، من بين هؤلاء الذين استفادوا من المشاريع التي أطلق عليها اسم (مشاريع الدعم الذاتي)، وهي مشاريع مخصصة لفئة محددة من اللاجئين الفلسطينيين الذين يعيشون في ظروف معيشية صعبة، جعلتهم غير قادرين على التكفل بحياتهم، فكانت هذه المشاريع من ضمن الحلول التي تم تقديمها إليهم، كمحاولة لتحسين حياتهم.
لقد جاءت هذه الدراسة لتوضح أهداف وظروف الفئة المستفيدة من هذه المشاريع، كما أنها ركزت على الظروف الاقتصادية التي لم تخل من التطرق لبعض الجوانب الاجتماعية، التي يعيش في ظلها أبناء الشعب الفلسطيني في الأردن، ويلاحظ من خلال الدراسة بروز واضح للفئة التي تقطن في المخيمات، كونها الأكثر معاناة من ظروف اقتصادية واجتماعية صعبة، وهي الفئة الأكثر استفادة من خدمات وكالة الغوث.
كما جاءت هذه الدراسة موضحة لبعض سمات وجوانب البناء الاقتصادي داخل الأسرة الفلسطينية، وما كان لهذا الإرث من دور في دعم قدرة الفلسطينيين على التعايش والتمكن من الاستمرار، في ظل ظروف صعبة بكل نواحيها، ليس فقط اقتصادياً واجتماعياً، بل معنوياً وثقافياً، ومعاناتهم المريرة للبدء من جديد في ظل ظروف زادتها صعوبة، كآبة المهجر وفراق الوطن والأحباب. إقرأ المزيد