الأحاديث القدسية المشتركة بين السنة والشيعة
تاريخ النشر: 01/03/2005
الناشر: الدار الإسلامية للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:أنزل الله سبحانه وتعالى على رسوله الكتاب الكريم وأمره بأن يبين للناس ما أنزل إليه من الكتاب المعجز، ومن غيره المعبر عنه بـ"الأحاديث القدسية"، بعدما أجمع المسلمون من المدرسين السنية والشيعية على أن هذا النوع من الكلام الذي وصل إلى النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم وبطرق شتى: كالوحي، ...أو الإلهام، أو المنام، أو بواسطة جبرائيل عليه السلام أو غير ذلك، لا يمتلك خصائص النص القرآني، من كونه مصوغاً على وجه الإعجاز والتحدي، يقول تعالى: "قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً" فالإنسان عاجز عن أن يأتي بمثله، بل هو عاجز عن أن يأتي بعشر سور من مثله.
وكذلك من صفات هذا النوع من الكلام أنه لا يقع موضوعاً للأحكام الفقهية التي تخص القرآن الكريم من قبيل: عدم جواز المس إلا على الطهارة . عدم صحة الصلاة إلا بقراءة سور القرآن من فاتحة الكتاب والسورة الأخرى الكريمة.
ومن يطالع هذه الأحاديث القدسية يجد أن الموضوعات العامة فيها تتلخص في خطاب النفس والوجدان، وتهذيب الروح، والترغيب في فعل الخيرات والمبرات والنوافل من أجل مزيد من الاستقامة والصلاح، والتحذير من الشرك والنفاق والكفر والإلحاد. واشتملت على طائفة من الأحاديث المتعلقة بالجنة والنار، كما تناولت موضوع الذكر والذاكرين، وسعة رحمة الله، والرجاء والخوف منه سبحانه وتعالى، وإلى ما هنالك من أمهات الفضائل مما تنجذب إليها النفوس، ويقودها إلى الخير والصراط المستقيم.
ولذلك اهتم العلماء من المدرستين بهذا الصنف من الأحاديث القدسية وألفوا كتباً عديدة من أهمها كتابين من أهم الكتب المصنفة في هذا المجال: كتاب الجوهر السنية في الأحاديث القدسية المروية عن أهل البيت عليهم السلام. وكتاب الأحاديث القدسية الذي صدر من قبل المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالقاهرة، وقد جمع أربعمائة حديث قدسي من الكتب الستة والموطأ مرتباً حسب الموضوعات.
والكتاب الذي بين يدينا يهتم بتقديم بعض الأحاديث المشتركة بين هذين الكتابين وذلك بعد أن تم ترقيمها حيث بلغته أكثر من أربعمائة حديث قدسي، كما وتم الاهتمام بضبط النص كاملاً وذلك تسهيلاً للقراءة وأمناً من اللبس، كما وسعي فيه لاستخراج الآيات الكريمة مع ذكر السورة ورقمها، واستخراج الأحاديث من مصادرها المتوفرة. إقرأ المزيد