تاريخ النشر: 01/11/2004
الناشر: دار النهار للنشر
نبذة نيل وفرات:"أنا ليليت المرأة، شريكة آدم في الخلق لا ضلع الخضوع. من التراب خلقني إلهي لأكون الأصل، ومن ضلع آدم خلق حواء لتكون الظل. عندما سئمت زوجي خرجت لأرث حياتي، حرّضت رسولتي الأفعى على إغواء آدم بتفاح المعرفة. وعندما انتصرت أعدت فتنة الخطيبة إلى الخيال ولذة المعصية إلى النصاب. أن ...المرأة المرأة، الالهة الأم والالهة الزوجة... تزوجت الحقيقة والأسطورة لأكون الاثنتين. أنا دليلة وسالومي ونفرتيتي بين النساء، وأنا ملكة سبأ وهيلانة طروادة ومريم المجدلية. أنا ليليت الزوجة المختارة والزوجة المطلقة، الليل وطائر الليل، المرأة الحقيقة والأسطورة، المرأة عشتار وأرتيميس والرياح السومرية، ترويني اللغات الأولى وتفسرني الكتب، عندما يرد ذكري بين النساء تمطرني الأدعية باللعنات. أنا العتمة الأنثى لا الأنثى الضوء. لن يحصيني تفسير ولن أرضخ لمعنى. وصمتني الميتولوجيا بالشرور، ورشقتني النساء بالمرجولة، لكني لست المسترجلة ولا المرأة اللعبة، بل اكتمال الأنوثة الناقصة. لا أشنّ حرباً على الرجال ولا أسرق الأجنة من أرحام النساء، فأنا الشيطانة المطلوبة، صولجان المعرفة وخاتم الحب والحرية. أن الجنسان ليليت، أنا الجنس المنشود. آخذ ولا أعطي، أعيد آدم إلى حقيقته... أنا ليليت المخلوقة الندّ والزوجة الندّ، ما ينقص الرجل كي لا يندم، وما ينقص المرأة كي تكون".
قراءة فلسفية في إطار شعر نثري وربما نثر شعري، لشخصية ليليت، تزرعها الكاتب بالكثير من الخيال، وبالعديد من الأفكار التي تقفز فوق الواقع الأنثوي، لتصنع صورة أنثى موضوعة في إطار رمزي يجنح إلى التمرد على الواقع الأنثوي المعاش. كتابة جمانة حداد هذه في شخصية وسطور وحياة ليليت فيها الكثير من المتعة، والأكثر من التشوق لقراءة ما وراء السطور. فهي تكتب حول تلك الأنثى (ليليت) التي جاء ذكرها في الميتولوجيات السومرية والبابلية والآشورية والكنعانية، كما في العهد القديم والتلمود. والأسطورة التي تروي أنها المرأة الأولى التي خلقها الله من التراب على غرار آدم. إلا أنها رفضت الخضوع الأعمى للرجل وسئمت الجنة. فتمردت وهربت ورفضت العودة. آنذاك نفاها الرب إلى ظلال الأرض المقفرة، ثم خلق من ضلع آدم المرأة الثانية، حواء. من هنا يمكن القول بأن لقراءة عودة ليليت بعلم الحاضر أهمية ومتعة، لما لتلك الكتابة من أبعاد تستحضرها الكاتبة من خلال الرمز والعبارة والأسلوب. إقرأ المزيد