الثقافة العربية الإسلامية وأثرها في مجتمع السودان الغربي ؛ دراسة في التواصل الحضاري العربي - الإفريقي
(1)    
المرتبة: 98,682
تاريخ النشر: 01/11/2004
الناشر: دار المدار الإسلامي
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:تعرض هذه الرسالة بالبحث والدراسة للثقافة العربية الإسلامية وأثارها في مجتمع السودان الغربي خلال القرنين العاشر والحادي عشر للهجرة/السادس عشر والسابع عشر للميلاد. وبما أن محور هذه الدراسة سيركز على الثقافة العربية الإسلامية وتأثيرها على مجتمع المنطقة، فإن الباحث رأى دراسة هذا الموضوع من خلال الإشعاع الثقافي الذي أحدثته ...إسهامات بعض أعلام النهضة الثقافية الذين عاشوا في فترة هذه الدراسة وأثروا الحياة الثقافية بمؤلفاتهم وفتاواهم وإسهاماتهم العلمية المختلفة، ومن هؤلاء الأعلام: الإمام محمد بن عبد الكريم المغيلي التلمساني، والفقيه العاقب بن عبد الله الأنصمني المسوفي وغيرهم.
وبالعودة لفهرس هذه الدراسة نجد أنه قد جاء مقسماً إلى مقدمة وتمهيد وستة فصول وخاتمة. أما التمهيد وهو بعنوان : "السودان الغربي: البيئة وتأثيرها على المسار السياسي والثقافي حتى نهاية القرن التاسع للهجرة/ الخامس عشر للميلاد"، فسيعطي الباحث فيه -بادئ ذي بدء- لمحة عن العوامل الجغرافية التي أثرت في تاريخ المنطقة التي يشملها مصطلح بلاد السودان الغربي ومن بينها البيئة الطبيعية والبيئة السكانية والأجناس المختلفة التي عاشت وتفاعلت فيها ثقافياً.
كما ستخصص لمحة تاريخية موجزة عن دور أهم الكيانات السياسية في مسيرة المنطقة الثقافية حتى بداية فترة الدراسة وفي هذا الفصل سيسلط الباحث الضوء على دور كل من: مملكة غانة الإسلامية، المملكة الصنهاجية الإسلامية، والحركة المرابطية، وإمارة التكرور الإسلامية، ومملكة مالي الإسلامية، وأخيراً مملكة سنغي الإسلامية في عهودها الأولى، في التجاوب ثقافياً مع مؤثرات الثقافة العربية الإسلامية والعمل على نشرها في أرجاء السودان الغربي. كما سيتم تناول التطور التاريخي لتيارات الحركة الثقافية وتفاعلها في السودان الغربي حتى أواخر القرن التاسع للهجرة/ الخامس عشر للميلاد.
ويتناول الفصل الأول، وهو بعنوان: "السودان الغربي: أحواله السياسية واتصالاته الثقافية الخارجية"، يتناول الأحوال السياسية التي عاشتها المنطقة في ظل حكم الأسكيين (889-1000هـ/ 1493-1591م) وفي ظل الإدارة المغربية التي حكمت السودان الغربي منذ 1000هـ/1591م، وحتى أواخر القرن الحادي عشر للهجرة/ السابع عشر للميلاد، وسيدرس هذا الفصل أيضاً: كيف تعرض الوجود الثقافي العربي الإسلامي لضغوط مباشرة من الوجود الأوروبي الذي حل في المراكز التجارية التي أقيمت على سواحل غربي أفريقيا؟، وكيف جذبت هذه المراكز إليها قسماً كبيراً من التجارة الصحراوية وحولته إلى المحيط الأطلسي وبذلك أثرت سلباً على مجمل القوى السياسية والاقتصادية للسودان الغربي؟ ما أضعف الأداء الحضاري بشكل عام وكان له تأثيره من ثم على مجمل الحياة الثقافية؟ وسيدرس أيضاً الاتصالات الثقافية الخارجية لبلاد السودان الغربي مع كل من: بلاد المغرب الكبير وبلاد المشرق العربي.
ويهتم الفصل الثاني وهو بعنوان: "وسائل انتشار الثقافة العربية الإسلامية ومراكزها في السودان الغربي" بتتبع أهم وسائل انتشار الثقافة العربية الإسلامية في السودان الغربي ومنها: الدعاة والمعلمون والأئمة، والتجار، والهجرات، وقوافل الحج وأخيراً: الطرق الصوفية. كما سيتتبع أيضاً أهم مراكز الثقافة العربية في المنطقة وهي: مراكز حضرية ومراكز قروية، ويركز على مسألة انتشار الثقافة العربية الإسلامية في تلك المناطق القروية، وبالذات منذ أوائل القرن الحادي عشر للهجرة/ السابع عشر للميلاد، وذلك نتاجاً لجملة من الظروف المختلفة.
ويستعرض الباحث في الفصل الثالث وهو بعنوان: "مظاهر الثقافة العربية الإسلامية في السودان الغربي" أهم هذه المظاهر وهي التي تجسدت في النظام التعليمي الذي كان سائداً، ومراحله التي من أبرزها: مرحلة التعليم الأولى (الكتاتيب)، مرحلة التعليم العالي (الجامعات)، المحاضر (الجامعات البدوية المتنقلة)، وأخيراً التعليم المهني (الحرفي). كما يستعرض -أيضاً- المواد الدراسية والمقررات والإجازات العلمية والكتب والمكتبات وأخيراً يتطلع الباحث في هذا الفصل المعني لإعطاء تقييم علمي لدور الثقافة العربية الإسلامية في تطور حركة التأليف وانتقال أعلام هذه المنطقة من مرحلة التلقي إلى ما يمكن أن نسميه مرحلة الإبداع والتأليف في جملة علوم منها: العلوم الشرعية والنقلية وعلوم اللغة العربية وآدابها والتاريخ والتراجم.
ويسعى الباحث في الفصل الرابع، وهو بعنوان: "نماذج من أعلام الثقافة العربية الإسلامية وإسهاماتها العلمية" إلى دراسة نماذج هامة لبعض أعلام الثقافة الذين أدوا دوراً بارزاً في إثراء تطور الثقافة العربية الإسلامية في السودان الغربي، إما بإنتاجهم العلمي وفتاواهم وإما بتسليط الضوء على أحوال البلاد المختلفة، فضلاً عن مساهماتهم في مجالات متنوعة أخرى كما أن هذا الفصل يهتم بدراسة السيرة الذاتية لهؤلاء الأعلام لمعرفة مدى انعكاساتها على منطقة الدراسة.
ويحاول الباحث في الفصل الخامس، وهو بعنوان: "أثر الثقافة العربية الإسلامية على الحياة السياسية"، مناقشة المؤثرات التي شهدها النظام السياسي، كما أنه يقوم في الفصل -المشار غليه- بدراسة النظام الحربي، وإلى أي مدى ساهم الحكام المسلمين من أساكي سنغي والباشوات المغاربة في توسيع رقعة المنطقة والعمل على مجاهدة القبائل المساقبة للمنطقة، وبالذات من الناحية الجنوبية ومنها قبائل الموسى، كذلك يتحدث الباحث في الفصل المذكور عن التأثير الذي شهده النظام الإداري والمالي، وأخيراً: النظام القضائي. وستجري في هذه الفقرة دراسة هذا النظام ونطور مفهومه، والقضاء ومؤهلاتهم وعزوف العديد من العلماء والفقهاء عن ممارسة مهنة القضاء، ويعطي نماذج من هؤلاء القضاء. ويركز الباحث في هذا الفصل على النظام القضائي الإسلامي تركيزاً وافياً على إعطاء صورة تاريخية منشودة عن مدى الولاء لتعاليم الإسلام وشريعته السمحاء.
ويبرز الباحث في الفصل السادس والأخير وهو بعنوان "أثر الثقافة العربية الإسلامية على الحياة الاقتصادية والاجتماعية"، الآثار الهامة التي وقعت على النظام الاقتصادي السوداني من تأثيرات في نظم المعاملات التجارية مثل المقايضة والعملات والمقاييس والمكاييل والأوزان كذلك يتحدث أيضاً عن الأثر الهام الذي وقع في مجالات الزراعة والثروة الحيوانية، كما أن الباحث يسعى في الفصل المذكور إلى إعطاء لمحة عن التأثيرات التي وقعت في مجال الصناعات والحرف. ويتحدث في هذا الفصل أيضاً عن الآثار الهامة التي شهدتها الحياة الاجتماعية في العادات والتقاليد الاجتماعية، والتصاهر العرقي والهجين الجديد، ويبرز -أيضاً- المؤثرات التي وقعت في الاحتفالات بالمناسبات الدينية وأخيراً الفنون من موسيقى وغناء ورقص وفنون العمارة.
أما الخاتمة فستتناول أهم الاستخلاصات التي توصل الباحث إليها من خلال هذه الدراسة، ثم ذكر قائمة مصادر البحث ومراجعه، وتأتي الملاحق مرقمة وهي تحتوي على خرائط ومخطوطات ذات أهمية في توضيح ما قد غمض.نبذة المؤلف:تؤكد المصادر التاريخية أن دراسة الثقافة العربية الإسلامية ومؤثراتها على مجتمع السودان الغربي من المواضيع الهامة، والتي ما زالت تحتاج إلى المزيد من البحث والاستقصاء والدراسة والتحليل، خصوصاً إذا ما لجأ المؤلف في هذا الموضوع إلى الرواية الشفوية التي ما زالت حية في أذهان العديد من أهالي المنطقة، وإلى الوثائق الأصلية التي كتبها كتاب أفارقة وعرب معاصرون لتلك الفترة أو بعدها، بحيث إن غالبية تلك الكتابات لم تحقق ولم تصنف تصنيفاً علمياً بعد، حتى تتم الاستفادة منها.
وهذا الكتاب محاولة أكاديمية جادة لنقد الأفكار والرؤى الجاهزة التي صاغها كتاب المدرسة الغريبة وتلاميذهم، والتي تقلل من أهمية التاريخ الأفريقي قبل احتلال القارة من قبل الأوروبيين الذين يذهبون أبعد من ذلك بوصفهم لتاريخ أفريقيا ما قبل الاستعمار الأوروبي بمرحلة ما قبل التاريخ. إقرأ المزيد