تاريخ النشر: 01/10/2004
الناشر: مؤسسة الإنتشار العربي
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:"الخلافة الإسلامية" موضوع هام جداً, ووعر للغاية. تأتي أهميته من أن الخلافة الإسلامية قد كانت في حقيقة الأمر، ثم صارت حكم الواقع، محور التاريخ الإسلامي كله ومحيط الفكر الإسلامي بأكمله. ومن يرد أن يفهم هذا الفكر أو يعرف ذلك التاريخ فلا بد له من أن يلتقي بالخلافة الإسلامية، قصدأ ...منه، أو عرضاً في طريقه، فإن لم يدرك حقيقة الخلافة وطبيعتها وتاريخها، انعكس ذلك على ما يعرف، وارتد على ما يفهم، فأثر تأثيراً سلبياً بعيداً، ينتهي إلى عدم استيعاب التاريخ وتمثّل الفكر، أو حدوث اضطراب شديد في الاستيعاب ووقوع اختلاط بالغ في التمثل. أما وعورة الموضوع فتتحصل في أنه، على أهميته، يختلط بكثير من الأوهام ويمتزج بوفير من الأحلام. ومن يسع إلى تخليصه من الأوهام أو تفصيصه من الأحلام يقع في محاذير كثيرة ومخاطر عدة؛ هي محاذير مواجهة الواقع، ومجابهة الحقيقة.
فالخائض في الخلافة الإسلامية كالخائض في الغمر أو كالسائر في حقل من الألغام، أما أن يغرق في لجج من التصورات المختلفة وأما أن ينجو بالحق والحقيقة، إلا أن التعرض الصحيح لموضوع الخلافة الإسلامية ضرورة لا بد منها لتنقية الإسلام، وتصحيح تاريخه، وتقديم صورته السليمة، وعرض حقيقته دون زيف أو زور.
من هذا المنطلق يأتي هذا الكتاب "الخلافة الإسلامية" الذي لا يقدم تاريخ الخلافة الإسلامية كله، ولا يعرض وجهات النظر جميعاً، وإنما يتناول أصول الخلافة وطبيعتها وبعض تاريخها، قصد استخلاص وجهة نظر صحيحة وصائية، أو أدنى ما تكون إلى الصحة وأقرب ما تكون إلى الصواب. ومثل هذا العمل مما يصنف في باب فلسفة التاريخ أكثر مما يصنف في باب التاريخ ذاته. وإذا كان الكتاب يهدف إلى بيان أصول الخلافة، وطبيعتها، وحقيقتها، فإنه يعرض إلى الأحداث التي انتهت به إلى أنها نظام سياسي وليست نظاماً دينياً، وأنها تحتوي كل ألاعيب السياسة، وكل دنياها وكل أخطائها، وكل مساوءها، وأن وصفها بأنها "إسلامية" لم يكن وصفاً واقعياً يزعم أنها صدرت عن الإسلام، ويستخدم الدين لخدمة أهدافه لا غير، كما يستعمل الشريعة للإساءة إلى الشريعة، ويحكم المسلمين على خلاف ما يقضي الإسلام أو يرجو الإسلام.
هذا وقد انقسم الكتاب إلى ثلاثة فصول رئيسية: الأول هو الأصول العامة للخلافة الإسلامية، وهو تقييم لنظام الخلافة وتحديد للفلسفة العامة المستفادة منه. والثاني في تاريخ الخلافة الإسلامية وهذا يقتضي البحث في الظروف التي سبقت نشوءها، وهي فترة العصر الجاهلي فيما قبل الإسلام. ثم عهد النبي صلى الله عليه وسلم لبيان صلة الخلافة بما سبقها من نظم. والثالث عن فقه الخلافة (أي علم الخلافة) وهل يوجد ما يمكن أن يسمى فقه الخلافة؟ ولِمَ كان؟ وما هو هذا الفقه؟ وبعد ذلك يرد بحث تعرض لدعوى معاصرة تحت عنوان "فقه الخلافة" بقصد تقويض كل نظم الحكومات في البلاد الإسلامية، لا بنظام أفضل وأرقى وأسمى وأكثر تحديداً وأشد شمولاً، ولكن بنظام الخلافة الإسلامية الفاسد والمعيب بعد حجب كل نقد عنه ونزع كل مثلب منه. إقرأ المزيد