تاريخ النشر: 01/10/2004
الناشر: مؤسسة الإنتشار العربي
نبذة نيل وفرات:في القرن العشرين ظهرت الأيديولوجيا، أي الاتجاهات السياسية التي تستخدم الطبقية أو القومية أو المعتقدية في أغراض سياسية وأهداف حزبية، مثل الماركسية التي كانت تنبني على الطبقية، والنازية التي كانت تستغل القومية، والإسلام السياسي الذي كان وما زال يستخدم المعتقدية الدينية. هذه الأيديولوجيات نشرت بين الشعوب والشخوص شعارات فارغة ...من المعنى وهتافات خاوية من المضمون، فرسخت فيهم الثقافة اللفظية وحجبتهم عن الثقافة العلمية المعبر عنها بديوان المعاني. وبالشعارات الفارغة والهتافات الخاوية خفقت العقول وبهتت الفهوم، ولم تستطع أن تستبين الفراغ الذي تحيا فيه، والموات الذي انتهت إليه، حتى أدت الأحداث إلى سقوط الإيديولوجيا الماركسية الطبقية والإيديولوجيا النازية القومية، وصار الدور على الإيديولوجيا المعتقدية التي يجسها ويركزها الإسلام السياسي.
وهذا الكتاب يناقش شعارات وهتافات هذه الأيديولوجيا التي تضر الإسلام المستقيم والمسلمين عامة قبل أن يؤذي غيرها. وهو (الكتاب) يخاطب من له عقل أو له فهم، ومن يرغب في التخلص من سجون الإيديولوجيا التي تجعل من الأحياء أمواتاً ومن الشعوب غثاء، حتى تصل إلى روح الدين وتقف على نبض الشريعة.نبذة الناشر:يتميز التاريخ الإسلامي بخاصية معينة، تظهر في التاريخ البشري عموماً، لكن ليس بمثل ظهورها وبروزها في التاريخ الإسلامي، هي وقوع العمل السياسي أو قيام الحركات السياسية أولاً: ثم ظهور الفرق والتيارات والمذاهب بعد ذلك، وربما كانت علة وضوح هذه الخاصية في التاريخ الإسلامي أن هذا التاريخ محكوم ببعض العوامل التي بدأت منذ ما قبل الإسلام، في العصر المسمى بالجاهلي، حين كانت جل تصرفات العرب آنذاك حركات بلا فكر، وتصرفات دون مذهب وردوداً بغير أي اعتقاد أو ابتدار.
فلما جاء الإسلام لم تكن هذه العوامل قد انتهت وزال كل أثر لها، فاستمرت فاعليتها مع الأحداث، وخاصة أن تداخل السياسة مع الإسلام فاجأ المسلمين بانشقاقات سياسية وحركات حزبية وتصرفات جاهلية، منذ الفترة الأولى وكانت المفاجأة من قبل أن يتكامل للمسلمين فكر أو تتحد لهم مذاهب أن ينبني لهم فقه، فأدى ذلك إلى تأثر كل اتجاهاتهم الفكرية بالحركات السياسية، بالخلافة من جانب حزب الخليفة، وبطلاب الخلافة من جانب حزب المعارضة. فالحركة السياسية تبدأ لتأييد موقف أو تحبيذ اتجاه أو تعزيز حاكم، ثم يلتف الفكر حول الحركة فيلتصق بها، ويؤثر فيها ويختلط معها، فإذا به مجرد تبرير للموقف أو تسويغ للاتجاه أو تقديس للحاكم أو تأييد للمطالب بالحكم. إقرأ المزيد