تاريخ النشر: 01/01/2001
الناشر: دار الضياء
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:لقد كان للعرب إنجازات رائعة في مجال المساهمة في كل مجالات الحضارة ومنها في مجال الزراعة التي أطلق عليها العرب "الفلاحة"، وهو العلم الذي تتعرف منه كيفية تدبير النباتات من بدء كونه إلى تمام نشوئه. ويذكر العالم الزراعي السويسري دوكندول (1778-1841) صاحب كتاب (مهد النباتات الزراعية) أن العرب نقلوا ...إلى سواحل البحر الأبيض المتوسط زراعة القطن والمصان (قصب السكر) والمشمش والخوخ والرز والخروب والرقي والباذنجان وغيرها. ومعنى هذا أن الأوروبيين إقتبسوا زراعتها من العرب إما عن طريق صقلية أو الأندلس، أو بعد عودتهم إلى بلدانهم خلال الغزوات الصليبية. وقد ترك العرب كتباً كثيرة في الفلاحة تأليفاً وترجمة ضاع معظمها. وكانوا يسمونها كتب الفلاحة لا كتب الزراعة وذلك إستناداً إلى كلمة الفلح وهو مصدر فلحت الأرض إذا شققتها للزراعة. وقد إنتعشت أساليب الزراعة عند العرب بصورة عامة وفي الأندلس بصورة خاصة، حيث كانت فناً وعلماً تجري فيه تجارب عملية مختلفة لتأثير بعض الأسمدة في غلال النباتات الزراعية وكأشكال التقليم والتطعيم وزراعة نباتات أجنبية تم جلبها من أماكن مختلفة، كما ومكافحة بعض الأمراض والحشرات المضرة بالمزروعات، وإيجاد أصناف جديدة من الحبوب والأثمار الإقتصادية والطبية. ومن الأدلة على تأثير الزراعة العربية في الزراعة الأوروبية وجود العديد من المصطلحات العربية الزراعية والنباتية في اللغات والمصطلحات الإنكليزية والفرنسية والإسبانية وغيرها بنصها العربي المعروف، وإن كان قد دخلها شيء قليل من التحريف. ومن ناحية أخرى، فقد كان من إعتناء العرب والمسلمين بالزراعة وإهتمامهم بها أن تركوا ثروة كبيرة من الكتب والرسائل تناولت علم الزراعة، كما درسوا مختلف النباتات التي تنبت في الشرق الأوسط وجنوب أوروبا وشمالي أفريقيا وبينوا خصائصها ومنافعها. ومن أهم هذه الكتب والرسائل في الفلاحة بالإضافة إلى العديد منها، كتاب الملاحة في علم الفلاحة للشيخ عبد الغني النابلسي الذي هو بين يدي القارئ الذي صدر محققاً لأول مرة في هذه الطبعة. حيث كان قد طبع مرتين أو أكثر آخرها سنة 1979 في بيروت دون تحقيق، حتى أنها لم تكن كاملة كما هو الحال في المخطوط الذي إعتمد عليه المحقق في هذه الطبعة ونظراً لأهمية هذا الكتاب العلمية والزراعية وأثره في تقدم أساليب الزراعة المعاصرة قام المحقق بوضع تعريف بتطور الفلاحة أو الزراعة عند العرب والمسلمين ليتناول من ثم حياة المؤلف الشيخ عبد الغني النابلسي، وتعريفاً بالمصطلحات والكلمات التي تم إستعمالها في إعداد الكتاب في حينها وأصبحت غير معروفة أو مفهومه في الوقت الحاضر. ليقوم بعدها بربط المعلومات القديمة بالمعاصرة التي جاءت عن أنواع المحاصيل وبعض النباتات لتصبح وافية بالغرض ولتسهيل مفهم مادة الكتاب بسرعة. إقرأ المزيد