التخريج المحبر الحثيث لأحاديث كتاب 'المحرر في الحديث'
(0)    
المرتبة: 95,984
تاريخ النشر: 01/09/2004
الناشر: دار ابن حزم
نبذة نيل وفرات:يعدّ علم أحاديث الأحكام من فروع علوم الحديث الكثيرة المتشعبة، والمتتبع لتاريخ تطور علم الحديث يرى أن أحاديث الأحكام لها جذور موغلة في القدم، مواكبة لبوادر التصنيف الأولى في الحديث الشريف. وقد قرّب العلماء أحاديث الأحكام وجعلوها سهلة المأخذ، فصنفوا، العديد من كتب أحاديث الأحكام، ولعل أشهرها كتب "السنن ...الأربعة": لأبي داوود والترمذي والنسائي وابن ماجه، بالإضافة إلى كتب أخرى في أحاديث الأحكام منها كتاب "المحرر في الحديث" لشمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الهادي المقدسي، الذي جرى تخريج أحاديثه في هذا المؤلف.
وكتاب المحرر في الحديث هو مختصر يشتمل على جملة من الأحاديث النبوية في الأحكام الشرعية، انتخبه الإمام ابن عبد الهادي من كتب الأئمة المشهورين والحفاظ المعتمدين، كمسند الإمام ابن حنبل، وصحيحي البخاري ومسلم، و"سنن" أبي داود، وابن ماجه، والنسائي، و"جامع" أبي عيسى الترمذي، وصحيح أبي بكر ابن خزيمة، وكتاب "الأنواع والتقاسيم" لأبي حاتم بن حبان، وكتاب "المستدرك" للحاكم أبي عبد الله النيسابوري، والسنن الكبير "للبيهقي" وغيرها من الكتب المشهورة، ذاكراً من صحيح الحديث أو ضعفه، ومتحدثاً على بعض رواته من جرح أو تعديل، مجتهداً في اختصاره وتحرير ألفاظه، مرتباً الكتاب على ترتيب كتب الفقهاء وتسهيلاً للكشف عنه.
والمؤلف هو أبو عبد الله شمس الدين محمد بن أحمد بن عبد الهادي بن محمد ابن قدامة المقدسي الحنبلي الجماعيلي الأصل، ثم الدمشقي الصالحي. ولد بقرية "جماعيل" وهي قرية في جبل نابلس في فلسطين. كانت ولادته سنة 705هـ. كان الإمام ابن عبد الهادي إماماً عالماً، ناقداً بارعاً في جميع العلوم، حصل من العلوم ما لم يبلغه الشيوخ الكبار، فبرع وجمع وتصدى للإفادة، له توسع في العلوم، وذهن سيال، وكان حسن الفهم، جيد الذاكرة، مستقيماً على طريقة السلف، مثابراً على فعل الخيرات. اعتنى بالرجال والعلل، واشتغل في القراءات، وتفنن في الحديث والنحو والتصريف والفقه والتفسير، وأصول الفقه، وأصول الدين، والتأريخ. كانت وفاته سنة 744هـ في دمشق.
وعلى الرغم من الفترة القصيرة التي عمرها، فإنه يعتبر من المكثرين في التصنيف في الفقه وأصوله، والحديث، ومنتخبات كثيرة في أنواع العلوم. ويعتبر كتابه "المحرر في الحديث" في الدرجات العلى من كتب الأحكام، ويستحق كل اعتناء واهتمام. لذا فقد ظهر في هذه الطبعة محققاً من حيث ضبط نصوصه وشرح الغريب مما ورد فيها، وتقسيمه إلى فقرات حسب اقتضاء المعنى وتخريج الآيات والأحاديث وبيان درجات الأحاديث النبوية، مع التعليق على المواطن التي تشكل على القارئ وتقديم ترجمة واسعة للمصنف، مع بيان أهمية كتب أحاديث الأحكام وأهمها. إقرأ المزيد