تاريخ النشر: 01/09/2004
الناشر: دار الحرف العربي للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:شرقنا موطن الأمثال والحكم والكلمات العامرة بمعاني الحكمة في الحياة فهو يجل الكلمة بالمعنى الأتم لهذا اللفظ ذي التاريخ الحافل في الأديان الشرقية كلها، ومن هنا كانت أكثر الكتب رواجاً في الفكر الشرقي عموماً كتب الأمثال والكلمات الحكمية القصيرة سواء أكانت في صيغة مناجاة أم كانت على هيئة نثر ...مطرد الفقرات. بل إن العقل الشرقي لم يستطع أن يهضم الفلاسفة اليونانيين إلا بعد أن وضعت لهم-انتحالاً في الغالب-أمثال شعرية ونثر حكمي عني بإيرادها كثير من الكتب.
على أن المهم في قراءة الأمثال-شعراً ونثراً أو لدى سماعها أن يتمثلها القارئ أو السامع في نفسه، وأن يحياها في أفعاله، وأن ينفعل بها كل كيانه، وأن يحيلها إلى تجربة شخصية وكأنها مواعظ وعبر استخلصها لنفسه بنفسه.
والأمثال ليست صيغاً نهائية،ـ وليست نواميس ثابتة للسلوك، بل هي بالأحرى بواعث إلهام واستلهام، ودواعي توجيه والتزام، ولن تأتي أكلها إلا إذا أضحت صوراً حية متطورة متجددة في نفس متمثلها.
والكتاب الذي بين أيدينا الآن، الأمثال شعراً ونثراً، استودع فيه مؤلفه طائفة ممتازة من الأمثال الشرقية الخالصة، العربية والإسلامية، وفيه خير مرآة للروح الشرقية عموماً، وروح الحضارة العربية ممثلة في ذلك النوع الأدبي الذي يعد خير معبر عن حقيقة تلك الروح.
ولا شك أن جمع الأمثال التي درجت شعراً ونثراُ وتنسيقها وشرحها، حسب حروف الهجاء على نمط المعاجم عملية لا تخلو في حد ذاتها من جهد حثيث وإنعام نظر، لأن اللفظ بلهجاته المتعددة وإملائه المضطرب القابل للتصرف والاجتهاد لا يخضع لقاعدة ثابتة في الترتيب الهجائي، ومن أجل ذلك عند المؤلف إلى بسط الأمثال بإيراد أسماء الشعراء على التسلسل الألفبائي بدءاً بالعصر الجاهلي وانتهاءً بالقرن العشرين.
وفي الكتاب تتصل أمثال المتقدمين بأمثال المتأخرين، وكل هؤلاء وأولئك برزوا في الشعر والنثر، وخلفوا وصايا فاضلة، كان يمكن معها استيعاب جميع الأمثال، في جميع الأزمنة والأحوال، ولكن كيف الطمع فيما لا نهاية له من أمثال العرب-قديماً وحديثاً إلى ما يلحق بها من أمثال المولدين. إقرأ المزيد