غورباتشوف ونهج التحول الكبير
(0)    
المرتبة: 407,499
تاريخ النشر: 01/01/1991
الناشر: دار بلال للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:بعيد انتخاب ميخائيل غورباتشوف أميناً عاماً للجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفياتي في آذار العام 1985، أقرت في الاجتماع الكامل للجنة المركزية في نيسان من العام المذكور خطة معجلة لتسريع التنمية الاجتماعية والاقتصادية في البلاد. وأوضح غورباتشوف بعد سنة في تقريره إلى المؤتمر السابع والعشرين للحزب ان جوهر استراتيجية التنمية ...يكمن في تكثيف الإنتاج إلى أقصى حد، معتبراً أن تسريع التنمية هو مفتاح حل كل القضايا والخروج من حالة "ما قبل الأزمة" حالة الخمول والركود، إلى حالة نوعية جديدة للمجتمع السوفياتي ترتفع معها الحياة المادية والروحية للشعب السوفياتي إلى مستوى جديد نوعياً، بحيث ترتفع أيضاً طاقة التأثير البناء لقدوة الاشتراكية كنظام اجتماعي.
ومن هنا، ومن هذا المنطلق بالذات، بدأت عملية التغيير والتجديد في إطار ما عرف باسم إعادة البناء "البيريسترويكا" والتي لم يكن من المتوقع لها في بداية الأمر أن تتحول إلى ثورة بيضاء داخل الاتحاد السوفيات بعد أكثر من سبعين عاماً من انتصار ثورة أكتوبر الحمراء في روسيا في العام 1917 لقد غدت البيريسترويكا ثورة عفت رياحها ليس في أنحاء البلاد والسوفياتية فحسب وإنما في سائر دول ما كان يعرف باسم المنظومة الاشتراكية في أوروبا الشرقية وتعدتها إلى العالم بأسره.
وهذا ما جعل منها مادة للكثير من الكتب التي تعرف بها وبأسسها وأهدافها، وخير من كتب في هذا الموضوع كان "ميخائيل غورباتشوف" في كتابه الذائع الصيت "البيرسترويكا" والتفكير الجديد لبلادنا وللعالم أجمع"، الذي صدر بلغات متعددة في العديد من أقطار العالم.
كما صدرت كتب أخرى، وهي في معظمها تحاول قراءة تأثير البيريسترويكا في الصراع السياسي وانعكاساتها على قضايا تطور العالم الثالث، أما هذا الكتاب فهو محاولة جديدة في رصد حركة البيريسترويكا خلال سنوات خمس في إطار دراسة مقارنة بين النظرية والنتائج من جهة وبين مواقف البيريسترويكا وطروحاتها وما طرق عليها من تعديل وتطوير من جهة ثانية.
كان من الطبيعي أن تستهل فصول الكتاب بفصل، يكشف الطريق التي اجتازها غورباتشوف وصولاً إلى زعامة الكرملين. وتسلط الضوء خلال ذلك على مرحلة انتقالية شكلت جسر العبور إلى محطة البيريسترويكا ثم توغل المؤلف في عمق طروحات البيريستروكا ومواقفها وميزات أسلوب ممارستها لنرى خلال الفصل الثاني ما إذا كانت إنقاذاً لروسيا أم تجديداً للاشتراكية السوفيتية؟ وفي الفصل الثالث عرض في إطار من المواكبة التحليلية المقارنة لأول وجوه التحول الذي تمثل في إطار من المواكبة التحليلية المقارنة لأول وجوه التحول الذي تمثل في إشاعة الديمقراطية والعلنية وكيف تم الانتقال من سلطة الحزب إلى سلطة الرئيس، أما الفصل الرابع فهو في أقسامه العشرة مكرس لمسألة النزاعات القومية في الاتحاد السوفيتي أو ما عرف باسم "المسألة القومية". أما الفصل الخامس فهو مكرس كذلك بأقسامه الستة عشر لدراسة وجه آخر من وجوه التحول في إطار البيريسترويكا نحو النظام العالمي الجديد في قاعدة التحول النوعي في العلاقات السوفيتية الأميركية. كيف تم هذا التحول وما هي أسسه وأهدافه؟ وكيف تم التوافق مع الإمبريالية رغم طبيعتها العدوانية والتوسعية وما هي الخلفية الفلسفية لهذا التوافق وترجمته السياسية؟ كيف تم التفاهم مع الاتحاد السوفيتي، وهو الذي كان يمثل بالنسبة للقيادة الأميركية مملكة الشر؟ ما هي الصلة بين التحول نحو الوفاق والنظام العالمي الجديد هذه المحاور وسواها تشكل مادة الفصل السادس. في الفصل السابع والأخير، عاد المؤلف إلى حيث كانت انطلاقة البيرسترويكا، إلى الوضع الاقتصادي، إلى البيريسترويكا في مواجهة الأزمة الاقتصادية.
وفي نهاية فصول الكتاب السبعة، كلمة ختام أشبه ما تكون بمقدمة عن غورباتشوف، حامل جائزة نوبل للسلام للعام 1990 فهل سيتمكن غورباتشوف من حيازة جائزة الشعب السوفيتي للخروج من الأزمة الاقتصادية-الاجتماعية؟ وهل استحق جائزة نوبل للسلام بإخراجه العالم من عصر المجابهة والحرب الباردة. إنه الإشكال الأكبر حتى الآن في مسيرة البيريسترويكا التي بلغ رائدها ذري النجاح خارجياً، فيما لم يتمكن بعد من إخراج بلاده من أزمتها الاقتصادية-الاجتماعية التي لم تعرف لها مثيلاً طيلة سنوات ما بعد الحرب العالمية الثانية. إقرأ المزيد