تاريخ النشر: 01/07/2004
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:يلجأ الدكتور علي الطرابلسي في هذا المجموعة القصصية إلى الدقة في اختيار المفردة المناسبة في تعبير حقيقي عن فن القصة القصيرة الذي يقوم على الاختزال، فالأخبار يأتي بعبارات موجزة لكنها موحية وكاملة في قصة النورس ما أن نقرأ عنوان القصة حتى ننتقل إلى أجواء البحر حيث النوارس تخفق بأجنحتها ...محلقة فوقنا تنظر إلينا بإشفاق نحن العاجزين عن الطيران، وبعبارات قصيرة نجد أنفسنا قريبين من البحر "كانت أنوار مصابيح مراكب صيادي الأسماك تتلألأ من بعيد، عند نهاية تمازج السماء بالبحر، ورائحة الأمواج تتضوع في كل الاتجاهات".
يبدأ القاص قصته بقوة تحمل معها روح المفاجأة حين يستخدم دون تمهيد الجملة الفعلية "هجرني النعاس" ليضعنا وسط الحدث، ثم ينتقل إلى أفعال أخرى ترسم لنا حركة الحياة بالتقاطات ذكية. يدفعه أرقه الذي لا بد أنه تمخض عن قلق إلى البحث عن الهدوء والوحدة عله يجدهما عند البحر، البطل يتماهى مع الراوي أو قل الراوي نفسه فالسرد يأتينا على لسانه من خلال لغة القصة ومن خلال لغة القصة ومن خلال إسقاطات الراوي على ما حوله نكشف الحالة النفسية له، فقمره برتقالي والأمواج كسلى سرعان ما تتلاشى، القاري قديم وللذكريات رماد، ثم صرح بحاله حين يبحث في هذا الرماد عن حالة الضياع والقلق التي يشعر بها فهو يبحث عن وميض من الشوق والدفئ يبدد الهموم التي أثقلت رأسه، غير أنه لا يجد أملاً في الخلاص "من حياة أطبق عليها البؤس هي أقرب إلى حياة الدود ومن وحدة جارحة كلها أوجاعه وآهات التصقت بحياتي وتناسلت معها منذ زمن بعيد"...نبذة الناشر:الداخل إلى مجموعة "النورس"، عليه أن يكون أنيقاً، كأناقتها، ومعطراً كعطرها الذي يمسك بحواس القراءة، يقودها عبر حقول مروية، وأشجار يانعة، وتلال وسفوح، ووجوه مغرفة في العزلة، بل متيمة بالعزلة.. إنها وجوه الريف التونسي في قمة ازدهاره وشروخه أيضاً، ووجوه المدن في أوروبا وأمريكا، تلك التي لن تلتفت إلا لنداءاتها الخاصة، لبراثن الغربة، ولسعات الجوع.
هي مجموعة كثف الكاتب من تنوعها، وصياغة عالمها الذي قد تجده عالمك أو عالم جارك أو عالم ذلك الولد المتشرد الذي يعيش في قريتك منذ زمن... أو قريبك الذي هاجر حاملاً تفاصيل حميمة، لتذوب ويذوب في البعيد.
كم من السحر يلهث، وكم من الغموض يمسك بمصائر الشخوص، ثم ذلك الحكي الناعم المنساب، الذي لن يغدر بك بلغة غادرة، لن يسجنك في تصاميم مزركشة من المفردات، ولن يجعلك تنتهي من الكتاب نادماً على قراءته.
أمير تاج السر إقرأ المزيد