تاريخ النشر: 01/06/2004
الناشر: رياض الريس للكتب والنشر
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:"تسلل الرجل الملثم من النافذة بهدوء، ونزل إلى الشارع المقفر الغاطس في الكلمة، وسار الهويني مستمتعاً بسكون الليل الساحر، ومفتوناً حد الجنون ببيوت الحارة المتشابهة في القبح والرداءة وقلة الذوق. واتجه ناحية قسم شرطة الحلقوم، ودار من خلف المبنى، ثم تسلق نافذة الحمام المفتوحة ودخل منها.. وبدأ بغسل يديه ...من الدم، ثم غسل النصل المصنوعة من جنزير الدبابات وأعادها تلمع من النظافة. نزع لثامه، وخلع معطفه وثوبه، ثم وقف على أطراف أصابعه، ومد يده إلى كيس أسود مخبأ فوق السيفون، وأخرج منه بذلته العسكرية وارتداها، ونظر في المرآة متأكداً من قيافته، ودس في الكيس الثوب الرصاصي والمعطف الداكن وجهاز الجنبية وأرجعه إلى مكانه السابق".
يمضي الروائي بعيداً في عمق الحياة الاجتماعية راصداً شخصية تنوء بأمراض خلقية ونفسية. مستمداً من ذلك أحداث جرت. فيحكي قصة منحرف كان في صباه مشهوراً في قريته بخفة اليد حيث كان يسرق كل ما تقع عليه عيناه، إلا أن الأهم من ذلك شهوته في تعذيب ضحاياه وثم قتلهم. يمضي الكاتب في أحداث قصته تلك، آخذاً القارئ إلى عالم روائي تقنع الشخصية المحورية القارئ بحقيقة كينونتها، فتثار لديه مشاعر شتى من الحنق والتكوص عليها. وذلك بتأثير من براعة الكاتب السردية.نبذة الناشر:شاهداً أماً تجرجر ابنتها شبه المنهارة من التعذيب إلى خارج المركز، وفي إثرهما عاد الغلام وقادهما إلى غرفة متواضعة الأثاث ليس فيها سوى موكيت فاقع الصفرة وبضعة مساند ومتاكئ، ومصاحف من مختلف الأحجام، ونصف دستة من الكتيبات المتخصصة في شؤون السحر والعين ودخول الجن جسم الإنسان.
بعد مضي ربع ساعة، وصل الشيخ المرتدي ثوباً ناصع البياض يغطي جزءاً يسيراً من ساقيه المشعرتين، ويسدل على رأسه سماطة حمراء مرقطة بنقاط بيضاء كما يفعل مشائخ نجد، وفي فيه مسواك رشيق. جلس على ركبة ونصف متصدراً المكان، وسحب من أطراف أضلاعه جشأة مجلجلة، فدل على أنه أصاب طعاماً قبل مجيئه إليهما. إقرأ المزيد