تاريخ النشر: 01/12/2003
الناشر: شركة دار الخيال
نبذة نيل وفرات:"مدن كثيرة تبتعد ثم لا نوقد شمعة واحدة، هي تلك البيوت التي أحببناها تهاجر منها الروح، كنا في الصبا نقفز كالأرانب، نضحك حتى يُغشى علينا، نتدحرج كالكرة في الأزقة القديمة، نغني بأصوات يجلوها النبيذ من الصدأ، كنا نرقص ولا ننام حتى الصباح، كنا نتهادى خمراً وذكريات وأناشيد، مر الحلم ...كالشهب كأنه ما كان حلماً ما كان حياة، ها هي الأيام تفلت من بين أيدينا كالماء، تشتغل بالأمكنة أعواد ثقاب، ترانا كنا أشياء أخرى وصحونا، كنا ورداً وذبلنا، كنا شجراً ويبسنا، كنا نجوماً وانطفأنا، ترانا كنا رسائل تذهب إلى المجهول، كلمات لم تلق صدى، لم تلق قلباً يحتويها، لم تلق سكيناً تنقشها على حوافي الأشجار، كأنما السنون كلها لعب لاعب كأن الفرح والحزن، اليأس والأمل لعب لاعب يتعب فيذهب بعيداً ولا يعود. ما أصعب أن ترتجف يد وراء أقلامها، ما أصعب أن يتجعد وجه، ويصبح كل هذا الصبا، عصا تتكئ على عصا، تميل في مهب الريح، وإذ تنهض فلا تنهض، سنوات عبرت كأنها سطر مكتوب على الرمل، كأنها ليلة وحيدة محاها الصباح، كأنها أغنية بح ثوت فيها، فلم يسمعها إنسان أو وحش في البرية. أيام يجرها سأم، وأيام تراوح مكانها، ترتطم بحجارتها فلا تمشي خطة ولا ترجع إلى ولادتها. حياة... تتلاشى مثل غبار، مثل نحيب لا يكف عن البكاء..".
وكأن كلماتها بكاء كأنه البحر، معاني وعبارات تنساب بشفافية حاملة صوراً، ومبحرة في عالم اسمه الإنسان بشؤونه وشجونه، بآلامه وآماله، وبتشظيات أحلامه والتآماتها. وكأنها حملت في اسمها "أمل جرّاح" ما وثبت إليه خواطرها وعباراتها المنثورة. إقرأ المزيد