صناعة الكراهية في العلاقات العربية - الأمريكية
(0)    
المرتبة: 114,339
تاريخ النشر: 01/06/2008
الناشر: مركز دراسات الوحدة العربية
نبذة نيل وفرات:الكراهية لم تكن سمة من سمات التعامل العربي مع الولايات المتحدة الأمريكية في أي وقت من الأوقات، بل لعل العكس هو الصحيح. وفي هذا السياق نجد د.رؤوف عباس في الفصل الأول في هذا الكتاب والمعنون بـ "الصعود الأمريكي في الشؤون الدولية في أعقاب الحرب العالمية وردود الفعل العربية يؤكد ...أن صورة الولايات المتحدة الأمريكية في الوطن العربي قد اختلفت عن صور غيرها من القوى الغربية اختلافاً كبيراً منذ القرن التاسع عشر وحتى منتصف القرن العشرين.
ويظهر الفصل الثاني في الكتاب الذي كتبه د.هالة سعودي بعنوان "السياسة الأمريكية تجاه الوطن العربي في أعقاب الحرب العالمية الثانية" الجوانب البنيوية في هذه السياسة والتي تكلفت بتفويض الإدراك العربي الإيجابي للدور الأمريكي في المنطقة وزرع عوامل الصدام بين الولايات المتحدة الأمريكية والعرب.
ويقدم د.عبد العزيز حمودة في الفصل الثالث هذا الكتاب المعنون "التفاعلات العربية-الأمريكية غير السياسية" إضافة بالغة الأهمية في الجدل حول "الكراهية العربية لأمريكا"، كونه يجسد موقف مثقف مصري عربي عندما يشير إلى تعامله مع "الحلم الأمريكي" في فترة الانطباع المبكرة من حياته، بكل انبهار الشباب بمعطيات ذلك "الحلم"، ثم تعامل معه أخرى بعد ربع قرن حينما عمل مستشاراً ثقافياً لمصر في واشنطن، من مسافة نقدية كافية لأن يخلص إلى أن الحلم الأمريكي "لا يمكن أن يكون-شراً كله". ويختم حمودة مساهمته بخلاصة فتمنى لو أنها تجد طريقها إلى عقل أمريكي يؤثر في صنع سياسة بلاده، حيث يحذر في هذه العلاقة من أن السياسات الأمريكية الراهنة تجاه المنطقة من شأنها أن تقضي على الازدواجية التي ظل العقل العربي يميز في إطارها طويلاً بين السياسي وغير السياسي في التعامل مع أمريكا.
في الفصل الرابع الذي كتبه د."بهجت قرني" بعنوان "العلاقة بين الفكر والسياسة كما تظهر في نظرية صدام الحضارات"، يناقش العلاقة بين الفكر والسياسة بصورة عامة مع تقديم عدد من الأمثلة المجسدة لهذه العلاقة بدءاً من ماكيافيللي الذي جعل من الغاية مبرراً للوسيلة، وانتهاءً بجورج كينان فنظر سياسة الاحتواء المزدوج التي حكمت السياسية الدولية خلال فترة الحرب الباردة. ثم ينتقل قرني إلى تحليل العلاقة نفسها في فترة ما بعد الحرب الباردة، كما يتطرق إلى وجهة نظر صموئيل هانتنغتون في أفكار فوكوياما التي تعتبر بمعنى معين مناقضة للتوجهات الأساسية لها نتنغتون، ليعرض لاحقاً بشكل مفصل لعناصر أطروحة الأخير حول صراع الحضارات.
ومع الفصل الخامس الذي كتبته د."نيفين مسعد" بعنوان "السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الدول العربية بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر" يبدأ تبين التداعيات الخطيرة لهذه الأحداث على السياسة موضح التحليل.
في الفصل السادس يبدأ الأستاذ "جميل مطر" هجوماً مضاداً على فكرة الكراهية العربية لأمريكا، فقد اختار لبحثه عنواناً لافتاً هو "الكراهية الأمريكية للعرب... صناعة جديدة". ليس العرب إذا هم الذين يكرهون الأمريكيين، وإنما ثمة كراهية أمريكية للعرب يتم صنعها على نحو يعزل جميل مطر خيوطه بتؤده وتسلسل منطقي، بل إنه يبدأ بحثه بما مؤاده أن الأمريكيين لا يكرهون العرب والمسلمين دون البشر أجمعين.
وتكمن أهمية الفصل السابع الذي كتبه د."حسنين توفيق إبراهيم" عن تحليل ردود الفعل العربي تجاه أحداث أيلول في أنه يظهر عقلانية ردود الفعل هذه.
فصل في نهاية المطاف في هذا الكتاب مع الفصل الثامن والأخير الذي أصّل فيه أ."محمد سيد أحمد" لحوار عربي-أمريكي، في عشر نقاط يكشف إمعان النظر فيها أنها اقرب إلى رسم معالم أساسية لاستراتيجية عربية لمواجهة الموقف الخطير الناشئ على الساحة العالمية في أعقاب الحادي عشر من أيلول، منها إلى أن تكون أسساً لحوار عربي-أمريكي بصفة خاصة. وتشمل هذه النقاط العشر تدعين العلاقات العربية-الأمريكية والبعد عن توظيف الدولة العظمى للدول الصغرى، والتغلب على التناقضات العربية-العربية، وبناء محور سعودي-مصري لضبط العلاقات العربية-الأمريكية، وإنعاش المكون السوري في هذا المحور بما يعنيه ذلك من رفض إدراج سوريا على قائمة دول الشر، والمصالحة العربية الشاملة مع العراق، والانفتاح على دول الجوار الآسيوي والإفريقي والأوروبي، والمساهمة في تهدئة خلافاتها، وتطوير علاقات الوطن العربي مع الدول الكبرى، وأخيراً الاهتمام بقضايا البيئة وضبط التسلح النووي ومكافحة الإرهاب.نبذة الناشر:"يسلط هذا الكتاب الضوء على الاتهامات الأمريكية - رسمية وغير رسمية - للعرب بأنهم يكنون كراهية لكل ما هو أمريكي، أو بعبارة أخرى للحلم الأمريكي. وهي اتهامات يلاحظ أنها آخذة في التصاعد على نحو مقلق، ومن ثم فهي في حاجة إلى مواجهة حقيقية وفق نهج سليم.
بدا لنا أن أسباب تصاعد تلك الاتهامات ترتبط بما نسب إلى العرب والمسلمين، أو بالأحرى إلى عناصر منهم، بأنهم منفذو الهجمات على نيويورك وواشنطن، وبما رصد حقيقة أو زوراً من علامات ابتهاج أو ارتياح في الوطن العربي والعالم الإسلامي لما ألمّ بالولايات المتحدة الأمريكية، وبما تطوّر من خلاف، بين الإدارة الأمريكية من ناحية، وحكومات عربية وإسلامية عديدة من ناحية أخرى، حول النهج الأنسب لمواجهة اإرهاب في أعقاب أحداث 9/11. غير أن مرور الأيام أثار الشك في عقول العرب والمسلمين في أن المسألة أبعد من ذلك بكثير، وأن ثمة استعداداً أمريكياً غريباً بصفة عامة لكراهية كل ما هو عربي وإسلامي، أو على الأقل بوضعه في موضع الخصم والعدو.
... تبلور الإحساس لدينا إذاً بأننا نحتاج إلى صياغة رد على مثل هذه الاتهامات". إقرأ المزيد