تاريخ النشر: 01/01/2014
الناشر: دار المشرق
نبذة نيل وفرات:يدرس هذا الكتاب الحضارات الشرقية والديانات التي نشأت فيها، وخصوصاً في الهند والصين اللتين عرفتا نوعاً من التفكير، قد يحيَر لما فيه من غرابة إذا ما قارناه بالحضارة الغربية، وكذلك الشرقية، الأمر الذي رفع شعوب هذين البلدين إلى حياة فكرية وروحية قد تفوق كل ما وصلت إليه الحضارة اليونانية ...والحضارات المتحدرة منها. ففي حين أن الفردانية هي ما تتميز بها الحضارة الغربية، نجد أن الشرق، وخاصة في الهند أن الفرد لا يستطيع الانعتاق من ريقة المجتمع حتى يعود إلى السقوط فيها. ويذوب في النفس الكلية التي انفصل عنها.
تأتي أهمية هذا الكتاب من كونه يحفل بالكثير من العبر والحقائق الميتافيزيقية الجديرة بالتأمل فهو يحتوي على مجموعة من النصوص الدينية الهندية والصينية والتي تعرفنا بنوع من التفكير يختلف عن تفكيرنا وبنظرة إلى العالم والحياة تختلف عن تظرتنا إليهما. سوف نتعلم من هذا الكتاب مثلاً أن البوذية تستطيع تحرير الإنسان من "الأنا" وما هي إلا طريقة تمكن الإنسان من بلوغ السعادة بجهده الشخصي دونما حاجة إلى معونة آلهة أو كائنات سامية تسهل عليه عملاً لا يستطيع القيام به بذاته وأن الإنسان العاقل هو الذي فهم هذه الحقيقة وقضى على شهواته وقطع جميع علاقاته بالعالم المادي، أما في الصين فإن ديانة "التاه" هي السبيل المؤدي إلى الخير المحض وإلى النظام الكلي وقد وضح فكرة التاو مفكران، أحدهما "كنيفوشيوس"، والثاني "لاوتسو"، فكنفوشيوس توصل إلى سن قوانين خلقية لا تسمو فوق الضرورات الدينوية، ولكنها توافق بصرامتها العقلية ما تريده الآلهة، أما "لاوتسو" فلم يحد له إلا تحديداً سلبياً، وخلص من تأمله إلى صوفية تشبه صوفية المدرسة الاسكندرانية.
وهكذا يوضح هذا الكتاب تطور هذه الديانات "الشرقية"، وتطورها خلال العصور، وتفاعلها مع بعض المعتقدات البدائية التي حلت محلها ولم تقض عليها إلا بعد أن تمثلت الشيء الكثير منها. أما أجزاء الكتاب الثلاثة فتحيل عناوين كبرى أولها: البرهمانية وثانيهما: البوذية، وثالثها الديانات الصينية، وجميعها تدل على تطور الفكر البشري وتحدد العناصر الرئيسية التي قامت عليها الأديان الشرقية والدور الذي تمثله في الحياة الروحية للذين آمنوا بها واعتنقوها. إقرأ المزيد