تاريخ النشر: 01/10/2003
الناشر: دار الساقي للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:"لم يكن الزمن هو ضالته وإن كان يستشعر بوقع السنين على ملامحه!! قالت له حينما أبت عيناه أن تغمضا فجراً من خوف استبد به، فإذا أغضمهما فقد لا تنفتحان أبداً!!!. أدرك حينما طفحت التجاعيد فوق أنحاء جلده لتنذره بأنه لم يعد في العمر بقدر ا رحل!!! اغسل وجهك من ...عوالق الحياة واترك النهار يمضي عن ذاكرتك كما مضى عن الوجود... اغسل وجهك قبل أن يرميه الآخرون في غياهب النسيان ولن تجد وقتئذٍ من يغسله لك.. اذكر الله... وتمتمت "ألا بذكر الله تطمئن القلوب".. التفت إليها، تهجأ النوم في عينيها... لف وجهه إلى الجهة الأخرى لتضيع نظراته الحائرة في بياض الجدار. لم تغادره كلماتها... كان يسمعها في وجودها وغيابها... تفتحت السماء بنور النهار.. غادر فراشها بعدما حمل معه كلماتها واتجه إلى مكتبه.. وجد كلماتها تلك ثقيلة جداً في رأسه تكاد تجعله يتدلى على صدره. جلس على مقعده خلف مكتبه، ترك كل ممارسات الصباحات الماضية تقف عند حافة مكتبه... صحف مدينته تركن فوق طاولته، لم يمدّ يده إليها، تركها كما هي... استطال عليه التفكير ووجد كلماتها ترمقه من كل جانب... كلماتها تلك نابعة من معرفة أكيدة ودراية... إنها تشيني في وقت كنت لا أظن فيه أحداً يدركني… لقد شعرت بواقع الألم في صدري حينما علمت بموت صديقي، ذلك الصديق الذي عاشرته كل السنين الماضية. ركضنا معاً من مساحة الطفولة إلى مساحة الشباب، وها هو عندما اتصف بنا المسافة في ساحة المشيب يموت ويتركني أعاني مشيبي وحدي... آه يا صديقي... كم بكيت فراقك... رثيتك بكل الصحف حتى أني حينما وجدت اسمك مرثياً في الصحف خطر ببالي خاطر غريب.. خطر لي أن اسمك هو اسمي. نظرت بعين المتفحص إلى تجاعيد وجهي... ونظرت مرة أخرى إلى رثائك في الصحيفة، فوجدت اسمي يقفز فوق حروف اسمك!!!".
في تجسيده للمأساة عبور إلى إنسانية الإنسان المنسية على حواف الواقع المادي... في تجسيده للمأساة تصميم على أنه ما زال لذاك الإنسان نصيب في عالم المشاعر والأحاسيس. يأخذك إبراهيم محمد النملة من خلال حكاياته هذه إلى عوالم تفيض بالآلام والأحزان يغرقك بصمت في بحار أوجاع تحس بأنها جزء منك. ويحملك إلى مساحات أدبية قصصية مترعة بالعبارات التي تجسد المشاعر والتي تشي بأن للقاص مقدرة رائعة على تطويع كلمات ومفردات بسيطة وجعلها رهن أفكاره تعبر عنها كيف شاء بأسلوب سلس يسترسل معه القارئ مهما طالت العبارات متنقلاً على دروب حكاياته المستمدة من الحياة، والمنتزعة من عالم الإنسان.نبذة الناشر:إنهم كثيرون يا أبتاه... لا تشبعهم اللقمة الكبيرة ويلهثون خلف اللقمة الصغيرة لأن أيدينا لا تطال غيرها!!!
سرقوا من أعيننا النظر وقالوا لنا بكل استهزاء: أنظر إلى ثيابنا الجديدة!!! إنهم شقيقاك يا أبتاه!!!
قلت لنا قبل رحيلك: هما من بعدي!!! وحينما رحلت عاش جسداهما في حياتنا كجنازتين معلقتين!!! لقد بكينا يا أبتي رحيلك... وبكينا بقاءهما!!! إقرأ المزيد