مشكلات الماركسية في الوطن العربي
(0)    
المرتبة: 58,151
تاريخ النشر: 01/01/2003
الناشر: التكوين للطباعة والنشر والتوزيع
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:للماركسية تاريخ طول في الوطن العربي، وإذا كانت أفكار إشتراكية غير ماركسية في الغالب، أو متآثرة بالماركسية قد تسربت منذ نهاية القرن التاسع عشر، فقد كان لثورة اكتوبر الروسية سنة 1917 تأثير كبير في تسرب الماركسية، لكن هذه المرة في صيغتها الروسية، ولقد تسربت كحركة سياسية، قبل أن تتسرب ...كأفكار، الأمر الذي بدأ ببطء منذ الأربعينات، وتوسع في الخمسينات، ولكن الستينات والسبعينات كانت سنوات الإنتشار، مما يدفع إلى القول بأن الماركسية كسياسة تسربت منذ العشرينات، لكنها كفكر انتشرت في الستينات والسبعينات، غير أن العديد من الماركسيين المطلعين على الماركسية بلغات أخرى غير العربية، وُجدوا منذ البداية، وكان بعضهم جزءاً من الحركة الشيوعية في بعض الأوقات أو بشكل مستمر.
ولهذه الواقعة أهمية في تحديد تكوين الحركة الشيوعية في بعض الأوقات أو بشكل مستمر، ولهذه الواقعة أهمية في تحديد تكوين الحركة الشيوعية بمجملها؛ لأنها ظلت حركة سياسية أو حسب تعبير لوكاش تكتيكية، كما كانت في علاقة إشكالية مع الفكر، والفكر الماركسي تحديداً، إلى الحد الذي أفضى إلى نزوع معادٍ للثقافة والوعي والفكر لدى قطاعات واسعة فيها مما أدى إلى حروب المثقفين منها، وتشكل حركة فكرية ماركسية بعيداً عنها، وأحياناً على الضدّ منها.
من زاوية أخرى، فرض تكوينها السياسي بتأثير ثورة اكتوبر، وفي ظل وجود إشكالية العلامة مع الفكر، إلى إعتبار الماركسية السوفيتية هي المصدر الفكري الوحيد، حتى في التعامل مع كتابات ماركس وانفلزولينين، مما فرض حتى على القطاعات المثقفة فيها (وبشكل خاص في مصر) أن ترى كتابات هؤلاء من منظار الماركسية السوفيتية الأمر الذي توافق مع تكييف الماركسية السوفيتية، لماركس وانفلز ولينين، مع الإيديولوجية الجديدة، أيديولوجية الفئات الحاكمة الجديدة في الإتحاد السوفيتي.
لهذا كان حتى الذين يقرأون هؤلاء يقرأونهم من زاوية الماركسية السوفيتية ذاتها، مما كرس الماركسية السوفيتية كنظرية محلية، وحين تفاقمت الحركة الشيوعية القديمة وأفضى تفكك الحركة القومية العربية، وتمركس قطاعات منها، إلى نشوء أحزاب ماركسية جديدة (اندرجت تحت تسمية المسيار الجديد) ولم تستطع تجاوز التكوين السياسي للحركة القديمة؛ بل كان السياسي في أساس تشكلها؛ لهذا عرفت نفسها بإختلافها مع الحركة القديمة في المستوى السياسي (طبيعة الثروة، قضية فلسطين، الوحدة العربية).
ومن دون أن ترتبط بالحركة الفكرية الماركسية؛ بل تشكلت من فئات اتجهت إلى وعي الماركسية، اعتبرت الماركسية السوفيتية مصدرها، وأن قرأت منها مما جعلها تكور تصورات الحركة القديمة حتى وهي تدعي إختلافها معها، وتضيف أفكاراً جديدة.
من هنا، يحاول المؤلف في هذه الدراسة مناقشة الحركة الماركسية بمجملها، الحركة الشيوعية العربية واليسار الجديد تلك الحركة التي غدت في الوطن العربي، هدفاً لكل الإتجاهات الفكرية الأخرى، ليس إنطلاقاً من دورها في الوطن العربي؛ بل، وكما يعتقد المؤلف، لأن التجربة الإشتراكية التي بدأت مع ثورة اكتوبر سنة 1917 في الإتحاد السوفيتي، وشملت دول أوروبا الشرقية والصين والفيتنام وكوبا وألمانيا... إلخ. أصيبت بإنهيار كبير.
منطلقاً من الزاوية التي هربت من تناولها الإتجاهات الأخرى، أو تطرقت إليها، تلك الزاوية التي تتمحور حول هذا العجز المزمن الذي رافق الماركسيين العرب طيلة تعود دون أن يكون لهم دور فاعل، سواء على صعيد الفكر، أو على صعيد الممارسة.نبذة الناشر:المسألة تتعلق ببحث انتقادي لمجمل الحركة الماركسية العربية, ولتحولاتها ومآلاتها, يهدف الى إعادة صياغة الرؤية, وهو يراوح بين الانتقاد العام الذي يتناول قضايا أخلاقية طرحها أناس متعددون أو كانت جزءاً من تصورات أحزاب, وهي لذلك لا تستند في الغالب إلى كاتب محدد, أو إلى نص محدد, وبين الحوار النقدي المباشر لأفكار محددة وأشخاص محددين أو أحزاب معينة, وربما يؤسس ذلك تفارقاً في الأسلوب, على أن المستويين من الحوار يطرحان القضايا ذاتها ويعالجان المشكلات ذاتها, مما يؤسس لتكامل بينهما وربما يعطي غنى للموضوع ذاته. إذن المسألة تتعلق بتفكيك الماركسية الرائجة, وفي الوقت نفسه التأشير لماهية الماركسية, ولرؤيتها للواقع العربي, من أجل إعادة تأسيس الماركسية في الوطن العربي, وبالتالي إعادة تأسيس دورها العملي كجركة فاعلة وقادرة على تحقيق التغيير الضروري لتقدم العرب. إقرأ المزيد