تاريخ النشر: 01/08/2003
الناشر: دار العلوم للتحقيق والطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:الأحداث قبل أن تقع.. هي بانتظار اللحظة التي ستقع فيها، ولحظة وقوعها تدخل في مكونات الحاضر، وعندما يمر زمان على وقوعها، تصبح شيئاً من الماضي، وهذا هو التاريخ. وتلك هي فلسفته التي تعنى بدراسة تلك اللحظة وبتداعياتها، ببروز الحدث الذي سببته تلك اللحظة وبانطلاقته وبطبيعته وبخلفياته وباستمرارية هذا الحدث ...صعوداً أو هبوطاً ثم سكونه. وقد عني علماء الغرب كثيراً بدراسة هذا العلم "فلسفة التاريخ" ووضعوا له قواعد وأصولاً، نذكر من بينهم فيلسوف التاريخ توينبي. وقديماً اهتم المسلمون بهذا العلم، وقد تخصص فيه علماء كبار كمسكويه، وابن خلدون، وابن أبي الربيع، والطقطقي، وغيرهم.
أما اليوم، فلا نكاد نجد بحوثاً في هذا المجال إلا النزر اليسير بالرغم من أهميته في مجال التوجيه، وصياغة الأفكار، ونشرها، وبالرغم من دوره في خوض الصراع العقائدي، وفي بناء الحضارات. وقد مكن الإمام الشيرازي على الاهتمام بما تركه المسلمون من الأبحاث والعلوم، فوضع هذه الدراسة المهمة عن فلسفة التاريخ، ودور التاريخ في تأسيس العلوم الدينية، وهي تعدّ أول مبادرة من قبل العلماء المعاصرين وتكمن أهمية هذا البحث، أنه يأتي ضمن مرحلة حساسة من تاريخ الأمة الإسلامية، حيث الاستعدادات جارية للتحول من واقع إلى واقع آخر، فكان لا بد من إضاءة شمعة، تكشف للسائرين في طريق التغيير معالم الطريق الذي يمشون فيه، وذلك من خلال قراءة فلسفة التاريخ. إقرأ المزيد