تاريخ النشر: 01/01/2002
الناشر: دار المدى للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:تتناول "قلب الرجل"، وكما نقول المؤلفة في تقديمها الموجز لروايتها، "الفتنة الأهلية التي جرت في جبل لبنان سنة 1860 وما وقع في أكثر القرى من المذابح الهائلة وسفك الدماء الذكية". غير أنها في تناولها هذا تبقى حريصة على بناء عالم روائي متخيل، فلا تجنح إلى السرد التاريخي، كما أن ...لا تبني درامية السرد على قيم الخير والشر، أو الحب والكراهية، بحيث تصبح الحكاية مجرد ذريعة لموعظة أخلاقية، أو تصبح الشخصيات مجرد أدوات لمجريات الأحداث/الأفعال، وما تنطوي عليه من حكمة.
ولئن كان هذا شأن غالبية الروايات التي أعطتها البدايات النهضوية، فإن رواية "قلب الرجل" تتميز بنسج دراميتها بتكوين شخصيات تعاني ألتشتت والغربة جراء التعصب المرهون بوعي اجتماعي هو من منظور الرواية، وعي خاطئ وأعمى تمارسه تشكيلة اجتماعية قائمة، يحكم الواقع على التنوع والاختلاف في الانتماء الطائفي والديني. ويمكن القول بأن لبيبة هاشم تنتج خطاباً يفارق خطاب الحكاية ويتميز بروائيته المحتفلة بالشخصيات/الشخصيات، أو بما يجعل هذه الشخصيات كائنات حيّة ينهض عالم الرواية بها مقترباً من الإيهام بحقيقته.
والرواية بكل هذا ليست كما يقول الدكتور محمد يوسف نجم "من أولها غلى آخرها دفاعاً عن المرأة". فقصة الحب بين "عزيز" و"روزة" هي أولاً وقبل كل شيء قصة الغربية عن البلد والذات بعد أن سردت أحداث الجبل اللبناني "عزيز" عن أبيه وحرمه الموت من أمه. وما يصيب "روزه" من مأساة ليس لأنها امرأة فقط، أو بسبب "عزيز" لأنه رجل، بل هو يعود إلى هذه البداية، أي إلى ما وقع لأبيه "حبيب نصر الله" وأمه "فاتنه". أي هو يعود غلى حال البلد وظروفه التي تتمثل في نسيج العلاقات بين الشخصيات، وفي سلوكياتهم، كما من حلّهم وترحالهم. أكثر من خيط ينسج قصة هذا الحب بين "عزيز" و"روزه"، ثم بين "عزيز وماري" والقصة بهذا النسج مرفوعة عن المعنى للرواية يحيل بشكل غير مباشر، على الفتنة وما أصحاب المسيحيين من جرائها. إقرأ المزيد