دموع القراء ؛ بكاء السلف عند تلاوة القرآن وسماعه
(0)    
المرتبة: 70,516
تاريخ النشر: 01/01/2003
الناشر: دار النفائس للنشر والتوزيع
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:إن مما يوجب بكاء القراء أمرين: الأول: ما يحدثه لهم القرآن من الخشوع والخضوع بسبب معرفة ما فيه من الحق، فإنهم إذا تلوه حق تلاوته أو سمعوه بقلوب مبصرة وآذان واعية، أوجب لهم ذلك رقة القلب ودمع العين.
والثاني: وهو أمر منفصل عن التلاوة والسماع: ما جاء عن النبي صلى ...الله عليه وسلم أنه قال: "أكثر منافقي أمتي قراؤها".
فحق لكل قارئ أن يخشى أن يكون من المنافقين، وأن يحذر أن يسلك في جماعة الهالكين.
وخوف النفاق أوجب بكاء أهل القلوب الصافية، إذ قد ايقنوا أن مصير أهله العقاب في الآخرة، لا جرم ذرفت عينا القارئ الصحابي الكبير ابن عمر لما حدثه نظيره ابن عمرو، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من سمع الناس بعمله سمع الله به سامع خلقه وصغره وحقره".
فهذه دموع أهل المعرفة من القراء، دمعة مما عرفوا من الحق، وما أوجب لهم ذلك من الخشوع والرقة.
ودمعة من إشفاقهم على أنفسهم أن يكونوا من منافقي الأمة الذين أكثرهم من القراء، كما تقدم.
ولأمر ما سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم بريدة لما سمع قراءة أبي موسى الأشعري وأعجبته، فقال: "تراه مرائياً؟... أتقوله مراء؟".
وهذا كتاب جمع فيه ما واقع للمؤلف أثناء المطالعة الطويلة الأمد من أخبار السلف التي تحكي بكاءهم إذا ما قرؤوا آيات الله أو سمعوها، مما يرق القلب، ويدمع العين، ويحث على التشبه بأولئك القوم، والاقتداء بحالهم، والتتبع لآثارهم. إقرأ المزيد