تاريخ النشر: 01/01/1989
الناشر: عويدات للنشر والطباعة
نبذة نيل وفرات:في هذا العمل يدرس "موريس دوفرجيه" التطور التاريخي للنظم الدكتاتورية ويقوم بتحليل مقارن لبواعث الدكتاتورية عامة وعوامل نشأتها في كل عصر. من هنا كان هذا الكتاب محاولة لدراسة الدكتاتورية دراسة علمية ولتطبيق نتائج هذه الدراسة على مسألة الدكتاتورية وخطرها في فرنسا، أما نقطة انطلاق المؤلف هي البحث في ...الدكتاتورية العسكرية التي كانت تتهدد فرنسا أيام كتابة هذا الكتاب ونعني بها عام (1961) حين تعرضت فرنسا لأزمة حادة "كانت أولاً وقبل كل شيء وليدة أزمة الحرب الجزائرية وما أثارته من قلق واضطراب في فرنسا...".
تأتي أهمية هذه الدراسة من كونها تشكل نواة لنظرية عامة في الدكتاتورية والسلطة، مستندة إلى حقائق علم الإجتماع الذي يحلل نشوء الدكتاتوريات وتشكلها تحليلاً اجتماعياً يبين فيه أن الحكم الدكتاتوري هو أولاً وقبل كل شيء وليد اضطراب الكيان الإجتماعي كما يحدث في ظروف الحرب أو بعدها أو كما يحدث عندما يتعرض بلد من البلدان لأزمة اقتصادية حادة تؤدي إلى اضطراب بنيوي مرده التطور غير المتكافئ وغير المتساوي لمختلف العناصر التي يتركب منها المجتمع. فهذا التطور إذا لم يصحبه تطور مقابل في النظم الإجتماعية والسياسية يحدث هوة بين النظام القائم وبين المجتمع تخلف اتجاهات عامة لتغيير الأوضاع تغييراً جذرياً مفاجئاً والأمثلة كثيرة في مجتمعات شتى على مر العصور.
هذا ما عبر عنه الكاتب عندما درس الأزمة البنيوية في فرنسا العام (1961م) حيث كانت هناك هوة بين التطور الإجتماعي في فرنسا وبين المؤسسات القائمة، وأصحاب الأحزاب انفسهم من أهل اليمين –وأهل اليسار فأخذوا يتجهون إلى موقف متقارب قوامه قبول النظام المختلط القائم حالياً في فرنسان والذي اتجهت إليه فيما بعد معظم بلدان أوروبا.
تقسم الدراسة إلى قسمين رئيسين يتفرع عن كل قسم ثلاثة فصول: يأتي القسم الأول كتحليل اجتماعي لنشوء وتشكل الدكتاتوريات، أما القسم الثاني فيدرس فيه المؤلف منطق الحكم الدكتاتوري. إقرأ المزيد