تاريخ النشر: 01/01/1981
الناشر: دار دمشق للطباعة والصحافة والنشر
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:هذا كتابر يمكن أن يعد مؤلفاً جامعاً لطلاب العلوم السياسية، كما يشير إلى ذلك عنوانه نفسه، ولكن مؤلفه ليس أستاذاً يبسط الوقائع ويعرض الآراء، دون أن يكون له موقف معيًن ودون أن يعبَر عن رأي شخصي. هو عالم إجتماعي، لكنه أيضاً صاحب نظرية خاصة وعقيدة واضحة. وهذا ما يجعل ... للكتاب قيمة غير قيمة الكتب المدرسية الأخرى التي تؤلف لطلاب الجامعات. إن دوفرجيه يحس مشكلات العصر، ويساهم في تلمس الحلول لهذه المشكلات، وفي الوقوف من قضايا الإنسان موقف المفكر الملتزم، ولقد تصفه حين تقرأ كتابه هذا بأنه رجل يحب الإعتدال ويكره التطرف، فيأبى أن يكون في اليمين أو في اليسار، وإنما يقف بينهما موقفاً وسطاً، موقفاً إنتقائياً، شأن كثير من المترددين الذين لا يعرفون ماذا يريدون، وتعوزهم الشجاعة التي تقذف بهم إلى صفوف إحدى الجهتين المتقاتلتين. ولكن مؤلف هذا الكتاب غير ذلك، أنه يعرف ماذا يريد، إنه يريد الإشتراكية الديمقراطية فلأنه يريد الإشتراكية، نراه يفضح النظام الرأسمالي، ويعرَيه، ويكشف عن عقمه، ولأنه يريد الديمقراطية، نراه يتمنى على النظم الإشتراكية التي طبقت حتى اآن أن تمضي قدماً في الطريق الذي وضعت قدميها فيه بعد الستالينيه، وأن تصل من هذا المضيَ إلى أخر الشوط، فتوفر للمواطنين ما يصبون إليه من حرية.
وليس الأمر أمر أمنيات فحسب، فإن مؤلف هذا الكتاب ينظر إلى التطور الذي يطرأ على العالمين، الرأسمالي والإشتراكي، فيرى أن النظامين يسيران كلاهما نحو الإشتراكية الديمقراطية ضرورة محتمة. صحيح أن الإتحاد السوفياتي والديمقراطيات الشعبية لن تصبح رأسمالية في يوم من الأيام، وأن الولايات المتحدة الأمريكية لن تصبح شيوعية في يوم من الأيام. ولكن يبدو أن الطرفين يسيران نحو الإشتراكية الديمقراطية بحركة مزدوجة: فأما في الشرق فبحركة تتجه إلى الليبرالية ، وأما في الغرب فبحركة تتجه إلى الإشتراكية.. إن المواطنين في البلاد الإشتراكية يريدون أن ينتفعوا بالحياة، أن يقطفوا حتى الساعة التي تمر، أن يذوقوا ثمرات الأشجار التي غرستها الثورة... إن المواطن في البلاد الإشتراكية يريد الآن أن يسافر، أن يرى البلاد الأخرى، أن يعرف أعمالها. ويريد الآن أن يسافر، أن يرى البلاد الأخرى، أن يعرف أعمالها، ويريد أن يعبَر عن آرائه الخاصة, أن يقول ما يفكر فيه، أن يناقش وجهات النظر الرسمية، أن يعرف وجهات نظر أخرى. لقد أصبح ذلك كله ضرورة يحتمها النمو التكتيكي نفسه. إن البلدان الإشتراكية سائرة إلى الحرية بتطور هو ثمرة النمو التكتيكي. إن السير نحو الحرية ليس رهناً بإرادة فرد هو خروتشوف، وإنما هو نتيجة من نتائج النمو الإقتصادي. لقد يتعثر هذا السير إلى التحرر، فإن القائمين على الجهاز الحكومي سيفعلون كل ما يسيطيعوم ان يفعلوه لتأخيره، والأزمات الدولية قد تحمَل على تأجيلات وإنتكاسات، ولكن التطور الإقتصادي والتكتيكي كله يمنع أن يتوقف حقاً هذا السير الذي تسيره الشيوعية نحو الإشتراكية الديمقراطية.
وقد يكون إتجاه الغرب إلى الإشتراكية ابطأ وأصعب. ولكن من المستحيل تجنب هذا الإتجاه إلى الإشتراكية في الغرب. وقد لا يتَبع تحقق الإشتراكية في الغرب الطريق الذي رسمته الماركسية، فإن صراع الطبقات يضعف ولا يشتد في المجتمعات الصناعية، وقيام الإشتراكية بثورة دامية أصبح بعيداً عن الأذهان. ولكن هناك ثلاث وقائع هامة تجعل إتجاه الغرب إلى الإشتراكية أمراً محتوماً. فأما الواقعة الأولى فهي أن الإنتاج المخطط يتفوق على الإنتاج الرأسمالي في مضمار التكنيك؛ وأما الواقعة الثانية فهي إستحالة إنشاء مجتمع إنساني حقاً على أساس المبادئ الرأسمالية؛ وأما الواقعة الثالثة فهي أن هذه المبادئ الرأسمالية تفقد الآن قيمتها في الغرب. إقرأ المزيد