تاريخ النشر: 01/05/2003
الناشر: رياض الريس للكتب والنشر
نبذة نيل وفرات:"بعد النضال الخبيث الذي ساقونا إليه عن طريق التضليل والنفاق والهلوسة، كنا نقاتل الغرباء فقلبها الغرباء حرباً أهلية. كان في الكاتدرائية، يوم التقى من أغوته ظنها زوجته "لي"، ولكن لا، ولا كانت جواربها إلى ما فوق الركبتين، بل أغلقت كتاب الصلاة ورسمت إشارة صليب وسألته! "هال أنت بلعام؟" أما ...زلت المتمرد والمحرض على التمرد".
على هذا النحو يحيط الراوي عن حقيقته: سموه بلعام فكان يعزّيه سماع المصلين قبل الميلاد يرتلون في الطقس الماروني لمار أفرام السرياني: "أشرق نجمة في بلاد فارس"، كما قال بلعام وبلعام تاريخياً متمرد. قاتل في المعركة الأهلية ثم ارتد إلى الكاتدرائية طلباً للمغفرة فشاء أن يقيم قداساً في أسبوع الآلام كفارة عن ذنوب اقترفها بعد ما دب الوهن في أوصاله والزرقة أخذت بناهية أطرافه مترافقة مع برودة أشبه ببرودة الموت...
صوب نهاية القصة تتفح أسرارها المغلقة وتنجلي غوامضها الطبعة، يطرح جورج شامي (القاص) أسئلة وجودية ترتد "إليه" صور الماضي، وإن كان بلعام جاء إلى الكاتدرائية برفقة والده، فالقاض نفسه ضو بلعام في وعيه المسترسل، ففي الكاتدرائية كان بدا مشدود النظر إلى السقف المزين برسوم الملائكة والعذارى، كان ذلك وهو صبي أرعن يعبث بطربوش والده القابع إلى جانبه على كرسي الكاتدرائية الخشب، وها هو اليوم وقد كلله الشيب مشدود النظر إلى السقف نفسه حيث رسم كامل الوصايا موسى عليه السلام، وتتهادى إليه نتف من حواريات إخوان الصفا وخلان الوفائي الحرب الطائفية المدمرة للروح المدمرة قبل الحجر، وعين بلعام أبداً على التقوى. إقرأ المزيد