تاريخ النشر: 01/01/1989
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
نبذة نيل وفرات:عندما بدأت جحافل الإسلام تتجه بعد مصر غرباً، لم يكن في تصور أحد أنها ستنعطف عند حافة القارة الأفريقية شمالاً، فتقطع المضيق، وتقيم في شبه الجزيرة الايبيرية دولة ظلت تحمل مشعل النور والهداية قروناً ثمانية، دكت خلالها أوكار الهمجية والتخلف،، وأقامت صروح الحضارة والمعرفة، وغرست بذور الإيمان والمحبة. وما ...كان في تصور أحد أن ذلك العربي القادم من الصحراء، الذي تصلبت يده على مقبض السيف سنوات وسنوات، ستنفرج عن حساسية مرهفة، تركت للتاريخ بعضاً من أجمل ما عرفه فن العمارة والزخرف. وما كان في تصور أحد كذلك، أن عقيدة العربي هذا، التي اعتادت صيحة المعارك ستنطلق بأجزل وأرق ما عرفه الشعر والأدب والغناء. بل وما كان في تصور أحد أن ذلك العربي الأمي سيصبح خلال ومضة من الزمن، المعلم الذي فتح أعين البشرية على أسرار عالمها وأخرجها من غياهب الظلمات إلى أعراس المعرفة. ولئن أمكن فرضاً، تصور كل ذلك إلا أن أمراً واحداً كان يصعب تصوره بل ويستحيل، وهو أن هذا العربي ذاته، الذي شيد بيديه ذلك الصرح العظيم، وأضاء بمشعله ظلمات الجهل والهمجية، ورصع جبين التاريخ بأحلى ما عرفه من فن وإبداع، هو الذي سيهدم بمعوله أمجاد أجداده، ويجتث الفرسة الطيبة التي أنبتها أسلافه بدمهم وعرقهم، وينقلب عائداً فعمد السيف جنوباً، ليقطع البحر عند حافة القارة الأفريقية، ذليلاً مقهوراً بعد ثمانية قرون عبقت بأمجاده، وتغنت بمآثره، وترصعت بلآلئ فنه ومعارفه وأدبه. تساؤلات تزود في أذهان الكثير ممن وقفوا على هذه الصيحات العربية في الأندلس، وتقتصر من البعض دموع حسرة، ومن البعض الآخر بصمات فخر واعتذار ومؤلف الكتاب واحد من هؤلاء الذين وقفوا في رحاب تلك الصروح مشروحاً فاغر الثغر، مغالباً دمعة واكبت زغرة. تاركاً يده تتلمس حقيقة وإبداع زخارف قصر الحمراء، متسائلاً أيعقل أن يكون هذا حقيقياً، من صنع الإنسان، من صنع الأجداد؟!! ورغبة عارمة تمتلكه في حيازة ذلك الإبداع وتذكره دائماً من خلال صور تروي حكاية العرب في الأندلس. فكان منه أن التقط تلك الصور، وكان منه أن حكى تلك الحكاية في هذا الكتاب بإيجاز، حيث يصعب الإيجاز، وببساطة، حيث يعز التبسيط، محاولاً من خلال تلك الصور التي التقطها بنفسه إيفاء ذاك الجمال حقه، والتعبير بصدق يعجز القلم دونه. مضيفاً إلى ذلك ما جمع خلال قراءاته في كتب التاريخ العربية والأجنبية عن تلك الحقبة العربية في الأندلس وعن ذاك الإبداع الذي تخطى الفنون المعمارية إلى الأدب، الذي كان، كما الفنون، له إبداعاته وتميزه وخطوطه في مجال الأدب العربي، لذا كرس لذاك الأدب حقبة خاصة به فكان "الأدب الأندلسي"، فاختار المؤلف من هذا الأدب قطوفاً نثرها عبيراً فواحاً على القارئ وهو يقرأ حكاية أجدادنا في الأندلس. فجاءت صفحات الكتاب "حكاية" وليس تأريخاً، حكاها المؤلف بإيجاز وتبسيط، محرراً في ثناياها ما يوثقها من خرائط ورسوم بيانية، القصد منها شمول الصورة، من حيث الزمان والمكان.نبذة الناشر:يروي الكتاب، بلغة مبسطة، حكاية العرب في الأندلس منذ الفتح حتى سقوط غرناطة، كما يعرض لأحداث ما بعد الانهيار، بما في ذلك ممارسات محاكم التفتيش، ويحلل عبد ذلك نشأة الحضارة العربية وامتدادها إلى الأندلس وتألقها فيه وتدفقها منه إلى أوروبا، ثم يطل إطلالة عابرة على التراث الأدبي وتطور الشعر الأندلسي، ويناقش تأثير الموسيقى العربية على الموسيقى الأندلسية ويقدم مختارات من الشعر الأندلسي. كما يطلّ إطلالة أخرى على أهم المدن والمعالم الأثرية الأندلسية ويقدم مجموعة من اللوحات الملونة لهذه المعالم.
يضم الكتاب 227 لوحة ملونة و75 لوحة عادية و6 خرائط و6 جداول بيانية و4 مخططات مدن ومعالم أثرية ومعجماً بأسماء أهم المدن والمواقع الأندلسية بالعربية والإسبانية. إقرأ المزيد