فلسفة الإرادة، الإنسان الخطاء
(0)    
المرتبة: 11,991
تاريخ النشر: 01/01/2008
الناشر: المركز الثقافي العربي
نبذة نيل وفرات:أمضى بول ريكور سنوات خصيبة سمحت له بقيادة "الحوار المثلث" Conversation triangulaire الذي بدأ منذ مدة طويلة بين الفكر التأملي الفرنسي، الفلسفة الألمانية (خاصة تأويلية "غادامير" Gadamer وأنطولوجية "هيدجير" Heidgger) والفلسفة التحليلية الأنكلو-سكسونية، وهذا ما دفعه إلى تأليف كتبه الثلاثة: "الذات عينها كآخر" Soi mem come un autre، و"الزمن ...السرد" TemposeRecit، و"الاستعارة الحية" Metaphore Vive. ورغم كل بصمات الألم التي تركتها في نفسه مصاباته العائلية بوفاة أقاربه، ومعاناته في جامعة "فانتير" والحوار المجهض مع البنيوية، فإن كتابيه "Dutexte a Laction" و"Temps et Recit" قد جعلا له في فرنسا آذاناً صاغية وعقولاً مفتوحة، فعاد إليها ليشارك من جديد في نشاطاتها الفكرية التي سرعان ما أصبح أحد أبرز وجوهها.
وكتابه "فلسفة الإرادة" الذي نقلب صفحاته، والذي يقع في أربعة فصول وخلاصة، يتناول مشكلة قديمة جداً في الفلسفة، إذ كانت مسألة الخير والشر من المسائل الأولى التي شغلت الفلاسفة والمفكرين وكذلك الحكام والحقوقيين على مرّ العصور.
بعد أعماله التي كرسها لكارل باسبر، والتي كانت الحرب العالمية الثانية قد شكلت أفقها، نشر ركيور مؤلفه الضخم بعنوان "فلسفة الإرادة" والذي اشتمل على أجزاء ثلاثة: الأول باسم "الإرادي واللاإرادي" وهو أطروحته عام 1950 ثم "التناهي والإثم" Finitude et Culpatite الذي اشتمل على جزأين: "الإنسان الخطّاء" L'Homme Failible و"رمزية الشر" La Symbolique du mal وكان الهدف من هذه الفلسفة التي عمدت إلى تحليل الألم والهوى، مقاربة مسألة الشر وشرها بفضل تأويل رموز أولية كالخطيئة والدنس والذنب. وأخرى ثانوية كالخرافات بمجموعاتها الأربعة.
إذن يأتي هذا الكتاب تتمة لدراسة الإرادي واللاإرادي. ويشير المؤلف إلى علاقة بين الكتابين، ويأمل أن يجعل الخطأ وتجربة الشر عند الإنسان خارج إطار التجريد الوصفي، وذلك بإبراز مسألة جديدة تطرح افتراضات جديدة للعمل ومنهجية في التعاطي معها. وتتركز منهجية المؤلف في الأخذ بفكرة الكلانية كمهمة وكفكرة موجهة بالمعنى الكانطي، كمطلب جمعي، وجعل هذا المطلب يعمل باتجاه معاكس للراديكالية أو للخلوصية التي حكمت بداية البحث. إن الحقيقة الإنسانية ككلانية سوف تبدو كديالكتيك غني وكامل. وبالارتكاز على مبادئ المنظور والمعنى المعدّة على المستوى المتعالي نحاول أن نفهم كل أشكال القطبية الأخرى والتوسطية الإنسانية. على أن فكرة الكلانية ليست قاعدة التفكير النظري وحسب، بل تسكن الإرادة الإنسانية، وهكذا تصبح أساس "اللاتناسب" الأقصى: ذلك الذي يصنع الفعل الإنساني ويفصل بين تناهي الطبع ولا تناهي السعادة.نبذة الناشر:إذا كان هناك فكر إلى جانب العلوم الإنسانية، فإنه يتوجب عليه أن ينحصر حول الصعوبة الأساسية في إيجاد عديل له ومضارب للمواضيع الخرافية مثل السقوط، النفي، الكاوس والإضلال المأساوي؛ هذا البحث يمرُّ حتماً بنقد مفاهيم الخطيئة الأصلية المادة الفاسدة، العدم، وتنفتح على الرموز التأملية القابلة للتنسيق بين الأنطولوجية الأساسية للواقع الإنساني وبين وصف الشر كلا كائن نوعي وكموقف قوي. إن لغز العبد الحاكم، أي الحكم الحر الذي يقيد نفسه ويجد نفسه دائماً مقيداً، هو المضمون الأقصى للرمز الذي يؤدي إلى التفكير.
هذه الإشارة إلى موضوع العبد الحاكم تجعلنا نستشف منها كم أن المشاكل الخاصة بالمنهج والتي تمّ تجاوزها، مرتبطة بمشاكل العقيدة، وبفرضية العمل وبالرهان الفلسفي، وللتدليل على هذا الرهان كان بإمكاننا أن نختار كعنوان ثان، لهذا الكتاب: "عظمة وحد الرؤيا الأخلاقية للعالم". وبالفعل، فمن جهة، باتجاه رؤية أخلاقية للعالم، بالمعنى الهيجلي للكلمة، يبدو جعل الأخذ برمزية الشر يمتد إلى التفكير الفلسفي؛ لكن من جهة أخرى، وبشكل أوضح، نميّز بين المتطلبات، ومساهمات هذه الرؤية الأخلاقية، وبصورة مؤكدة تبدو عدم إمكانية شمول كل إشكالية الإنسان والشر نفسه بواسطة رؤية أخلاقية للعالم. إقرأ المزيد