الموقف اليهودي من 'معجزة الإسراء والمعراج' في التاريخ وانعكاساته على قضية المسجد الأقصى
(0)    
المرتبة: 21,612
تاريخ النشر: 01/11/2002
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
نبذة نيل وفرات:تتناول هذه الدراسة بضع مواضيع روحية هامة، متصلة ببعضها البعض، وتقع كلها في بوتقة واحدة، ألا وهي: معجزة الإسراء والمعراج". فتكون المعجزة، بذلك هي الأساس الذي تدور تلك المواضيع من حوله، وتحدد في أثناء ذلك الموقف الإسلامي في عدة مسائل تدخل، بدورها، في خطّ التاريخ الإنساني. هذا مع العلم ...بأن التاريخ يشمل، بدوره كل أحداث الزمن الحياتي في كنفه، والمواضيع الروحية إنما تقع ضمن هذا الإطار على أنه من أكثر القضايا المعاصرة شأناً في حقل اليهودية والإسلام هي مسألة الهيكل المزعوم لليهود، ثم أن المسجد الأقصى في ثباته للمسلمين. فهناك جماعة من اليهود مثلاً تدعي أن هيكل سليمان إنما يتمركز في موقعه تحت المسجد الأقصى بالذات، وتخطط للتنقيب عن آثاره. ولهؤلاء نظرتهم الخاصة في محاولة تثبيت الادعاء ذاك بخصوص الهيكل، ولكن لا النظرة القائمة على دلائل قاطعة، إذ لو كان الحال كذلك، لما اخضعوا الادعاء لتجهيزات عملية مستقبلية، أقصاها هدم المسجد الأقصى في مطالبة بحثية عن هيكل سليمان. فكقاعدة عامة، فإن المبادئ الروحية في قبات، وتعرف على مدى التاريخ كما هي. فلو جيء بمخالفة لهذا البحث برز موقف لضم جانب نظري إلى جانب تطبيقي لهدف ما، فالمعنى أن البحث عن الدليل بغية إثبات صحة قول، إنما هو شيء قائم.
والمضمون بخصوص الهيكل في هذا الخط هو، أنّ المرحلة الحالية في الادعاء اليهودي به، إنما هي، على ما يبدو، مرحلة البحث، لا مرحلة اليقين، إلا أنه لو توجهنا الآن نحو الموقف الإسلامي بخصوص المسجد الأقصى، نجد أنه في إطار الثبات العام. إذ أن القرآن الكريم في الآية الأولى من "سورة الإسراء" (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه في آياتنا إنه هو السميع البصير) يحدد أن الأقصى عربي إسلامي. دعا أن القرآن أزلي في معانيه، فالمضمون هو أن المسجد الأقصى سوف يبقى عربياً إسلامياً على مدى المسيرة الزمنية. هذا من جهة، أما من جهة أخرى، فإن التأمل والتفكير العميق في عدد من النصوص القرآنية المتعلقة بموسى، داوود، سليمان عليه السلام إضافة إلى الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم)، يؤكد "استقلالية" الأقصى. فلا يوجد مؤشر قرآني واحد للإيماء بوجود هيكل سليمان تحت المسجد الأقصى، بل ولا حتى لوجود الهيكل ذاك كمبدأ. على أنه بما أن الكثير من الأقوال والكتابات المعاصرة عن المسجد الأقصى ربما يحتاج إلى عمق أكبر أحياناً في تناول الجانب القرآني والتاريخي منها رغماً عن جديتها، من هذا المنطلق جاءت هذه الدراسة حول المسجد الأقصى وذلك من خلال مفهوم مستوفي عن مضامين "معجزة الإسراء والمعراج" القرآنية في كل خطوطها، حيث تجتمع كلها في مصب الربط بين المسجدين: المسجد الحرام بمكة والمسجد الأقصى في القدس. وبالتالي تثبيت حق المسلمين بالدليل والبرهان والحجة الواقعة في الأقصى بل وفيما احتل اليوم من بعض المناطق من حوله من قبل اليهود. هذا وفي سبيل تحقيق ذاك الهدف المصيري في الدراسة، اعتمدت الباحثة الوجهة التالية تقدمت أولاً ببحث قرآني على سبيل الإثبات بأن لا وجود لأي إشارة قرآنية لإثبات ادعاء وجود ما يطلق عليه اليهود بـ"هيكل سليمان". وقدمت ما هو ضروري من حجج وبراهين قرآنية لإبراز النفي القرآني ذاك. ومن أهم تلك الحجج "معجزة الإسراء والمعراج".نبذة الناشر:تتناول هذه الدراسة تحليلاً وافياً لـ"معجزة الإسراء والمعراج"، وذلك في اعتماد رئيسي منها على القرآن الكريم أولاً وعلى التاريخ الإسلامي، وبالأخص النبوي منها، ثانياً. وفي خضم ذلك كله تركز على الرفض اليهودي للمعجزة وقت حصولها، بل وفي التاريخ الحديث، مع تزويد القارئ بالدلالات القاطعة في الحالتين، منشئة بذلك خطاً يشمل اليهود في فترتين تاريخيتين بتشابه مشترك في الرؤى، والتطلعات نحو العرب، والنتائج. وذلك من شأنه أن يفسّر بعض الغموض أو الالتباسات التي تنشأ أحياناً بخصوص المسألة العربية الإسرائيلية، إذ إن الدراسة تلك تحدد الموقف القرآني "الأبدي" فيما يتعلق بالمسجد الأقصى، وتنفي، بناء على أدلة قرآنية جازمة، وجود ما يسميه اليهود بـ"هيكل سليمان" تحت المسجد الأقصى.
والدراسة تظهر الموقف القرآنية بتلك الخطوط في اعتماد على أجزاء من حياة أربعة أنبياء ورد ذكرهم في القرآن الكريم، وهم: موسى وداود وسليمان عليهم السلام، إضافة إلى محمد صلى الله عليه وسلم، وهي دراسة موضوعية، وتمثل المفهوم الإسلامي للمعجزة بالتحديد.
إنها دراسة تخاطب القارئ العادي والباحث معاً، وتملأ فراغاً في حقل الدراسات الإسلامية المعاصرة، ولا شك في أن حاجتنا إليها وإلى مادتها الغنية الجامعة ماسة وملحة، ولا غنى عنها. إقرأ المزيد